محمد بن حسين البودحيم (السيرة العطرة)
الحاج محمد حسين البودحيم المهنا،عرف بلين العريكة، لم يعرف عنه الغضب أو العنف في تعاملاته. محباً لأولاده وأحفاده، ويعامل زوجاتأبنائه وكأنهن بناته. ويحكى أنه في إحدى السنوات عزمت إحدى زوجات أبنائه (أم سلمان) على أداء فريضة الحج، ولم يتيسـر لها منيرافقها، فبادر (رحمه الله) على مرافقتها إلى الرحاب الطاهرة وهيأ لها سبل الراحة طوال الرحلة. وبعد وفاة زوج ابنته مريم (الملا محمدالعمام المهنا) ترك خلفه اثنين من الأبناء الصغار،فقام أخوالهم على رعايتهم وتعليمهم حرفة الصياغة.[١]
تعريف بشخصيته:
من مواليد واحة الأحساء. عَمِلَ في مهنة الصياغة في سوق المبرز.[٢] اقترن بالفاضلة فاطمة بنت أحمد بن عيسـى، وأنجب منها أبناءه(عبدالله وأحمد وعلي) وابنتين صالحتين (مريم وآمنة). وكان أبناؤه الثلاثة (عبدالله،وأحمد،وعلي) شركاء يتعاطون تجارة الأقمشة في محلهمبسوق المبرز.[٣]
ومن سماته:
عطوفٌ على أبنائه وأحفاده. فقد كان من عادة ابنه عبدالله (بو صالح) الذهاب (للركبة) في قرى الأحساء لبيع الأقمشة.[٤] ويقلق والده عليهإذا ما تأخر في العودة حتى الليل. وينتظره وهو يردد وبسجيته الإيمانية: (الله يحفظك يا عبيد), (الله يجيبك بالسلامة يا عبيد).[٥]
كما عرف الحاج محمد المهنا البودحيم بشخصيته المسالمة. يحب أن يسود الوفاق والسلام في مجتمعه. وإذا ما سمع بأن أحداً يطالب آخربمال أو غيره, فكان يصلح بينهم من ماله الخاص. وسمعنا أنه يهتم بالدواب والبهائم في منزله. ويقوم على تقديم المشـرب والمأكل لها بنفسهويهتم بشؤونها.[٦] وهذه إحدى عناوين (الرفق بمخلوقات الله) والتي حث عليها ديننا الحنيف. وأحد الجوانب المضيئة في حياته (والتي أجمعالكل عليها) أنه يعتمد على نفسه في جميع أموره, ولا يطلب من أحد أن يخدمه أو يقوم على شؤونه. بل كان يقوم على خدمة زواره بنفسه. وهذا مؤشر على همته العالية.[٧] وله اهتمام خاص بأرحامه. وكان يتفقدهم ويتواصل معهم. ومنها أنه كان يحمل بعضاً من طعامه لأقاربه(نقلاً عن زوجة أحد أبنائه).[٨]
وعندما يسافر, فغالباً ما يرافقه ابنه بوصالح. كما عرف بتواصله مع أخته آمنة. وخصوصا بعد أن كف بصـرها. فكان يتعاهد زيارتها في كلليلة جمعة, ويقرأ لها دعاء كميل والزيارة وكان يحفظهما عن ظهر قلب.[٩] وفي آخر حياته ضعف بصـره, ولكنه لم ينقطع عن ارتياد المساجد. وكان يعود لمنزله وقد أدماه الاصطدام بالجدران. وقد يساعده أحد الأحفاد في الوصول إلى المسجد.
نهاية المطاف
وعندما تقدم به السن كانت تقوم على خدمته زوجة ابنه أم سلمان (بنت عبداللطيف المهنا). وبعدها تولت هذه المهمة ابنته مريم (أم الشيخأحمد العمام) وذلك بعد وفاة زوجها.[١٠] وفي 19/9/١٣85هـ انتقل إلى رحمة الله. ودفن بمقبرة الشعبة, وقبره يقع في الجهة الشماليةالشـرقية للمقبرة. أقيم له مجلس العزاء في الحسينية الجعفرية.[١١]
[١]سبق ونشرنا هذا الموضوع في كتابنا عن العلامة الشيخ محمد بن محمد المهنا عام 1439 هجري.
[٢] إفادة خطية من الأستاذ عبدالمحسن عبدالله المهنا البودحيم. وهو مصدرنا الرئيس لهذا الموضوع. حيث قام مشكوراً بمقابلة عدد منأقاربه (من الرجال والنساء) وجمع هذه المادة القيمة. فله الشكر والتقدير والدعاء.
[٣] ومن تجار الأقمشة في المبرز الوالد/ المرحوم محمد إبراهيم البحرانيِ وأولاده الحاج حسين وأحمد. وأيضاً من الذين يتعاطون بيعالأقمشة في سوق المبرز المرحومان محمد وعبدالله القمبر، وعدد من رجال أسرة الخليفة والبوصالح وغيرهم.
[٤] الركبة : عندما يذهب أحدهم لقرى الأحساء, يقال أنه في (الركبة). وقد تكون (الكلمة) من ركوب الدواب (الحمير) للتنقل.
[٥] لقاء مع الحاج حسن علي البودحيم المهنا (بوفلاح)
[٦] إفادة من الأستاذ عبدالمحسن الحاج عبدالله المهنا البودحيم (وقد استقى بعضاً من معلوماته من الحاج خميس بن أحمد المهنا). مصدرسابق.
[٧] علو الهمة من الأسس الأخلاقية الفاضلة بعكس الكسل والخمول والدعة.
[٨] ومن الذين يشار إليهم في البذل والعطاء من صاغة الشعبة, الحاج موسى بن علي الأربش (بوعبدالله). فكان يساعد المقبلين على الزواجفي الحي وغيرهم.
[٩] وكان من عادة أخته (آمنة) قراءة دعاء كميل وزيارة عاشوراء وغيرها قبل أن تفقد بصرها. وعوضها الله بهذا الأخ المؤمن والمحب.
[١٠] ابنها الشيخ أحمد بن ملا محمد العمام المهنا حسنة من حسنات هذه الأسرة الكريمة. تمثل فية الورع, وعُرف بالعفة والنزاهة. وفجعأهله والمجتمع عموماً بفقده مبكراً.
[١١] والدتهم توفيت عام 1378 هجري. وجدد بناء القبر في ربيع الثاني عام 1438 هجري. ولا يزال شاهد القبر (الأسمنتي القديم) موجوداً. وقد حفر عليه تاريخ الوفاة بخط ابنها الحاج علي (بوحسن).