الأحمد: علاقتنا بأم البنين علاقة تجارية
مالك هادي: الأحساء
حول علاقتنا بأهل البيت عليهم السلام بين العاطفة والرسالة، قسم سماحة الشيخ أمجد الأحمد إمام المسجد الجنوبي في بلدة أبو الحصىبالأحساء، العلاقة التي تربطنا بأهل البيت عليهم السلام إلى مستويين؛ العاطفي والرسالي.
وتحدث الشيخ الأحمد عن الارتباط العاطفي بأنه الميل لهم عليهم السلام، واستشعار الحب لهم في قلوبنا، فقال: “وهذا المستوى من الارتباط يشترك فيه المسلمون من الشيعة وغيرهم فجميعهم يدينون بحب أهل البيت عليهم السلام” .
وأشاد سماحته بأن السر في الانجذاب العاطفي والإعجاب في أهل البيت عليهم السلام هو ما يمتلكون من جمال في قيمهم وأخلاقهم، وهوما دعا حتى أعدائهم أن يظهرون حالة الإعجاب بشخصيات أهل البيت عليهم السلام.
كما استعرض الأحمد عدة نماذج لمؤلفين من غير المسلمين مؤكدا على أن الإعجاب بأهل هذا البيت ليس محصوراً في المسلمين، بل حتىالتفاعل مع قضاياهم ومظلومياتهم لا يختص بالشيعة، فكل إنسان سليم يقرأ أو يسمع ما جرى على الحسين في كربلاء لا يملك دموعه.
وعن القسم الثاني من الارتباط هو الإرتباط الرسالي قال سماحته: بأنه الأعلى مستوى وهو ما يميز شيعة أهل البيت عن غيرهم في علاقتهمبهم عليهم السلام، وهو ما يدعو إلى الدين الحقيقي وإلى الذوبان في مبادئ الإسلام.
ثم تحدث سماحته عن الفرق بين الإرتباطين، فقال: من يرتبط ارتباطا رساليا فإن له الفوز والجنان، بخلاف الإرتباط العاطفي دون الرسالي،وأن الإرتباط الرسالي هو الذي يجعل الإنسان متهيئا لنصرتهم والذب عنهم والتضحية من أجلهم، أما المرتبط بهم عاطفيا فقط فإنه غير مؤهل لنصرتهم.
ومن جانب آخر أشار الشيخ الأحمد إلى أن النموذج الأبرز للإرتباط الرسالي بأهل البيت هي أم البنين عليها السلام ،فقال: لقد أكد التاريخ رغم قلة ما تحدث به عن هذه الشخصية على أنها تملك عمقا في الارتباط من خلال تضحيتها بأبنائها الأربعة.
وشدد الأحمد على أهمية أن يكون ارتباطنا بأم البنين ارتباطا رساليا، لا فقط عاطفيا، وأسف على أن الشائع بيننا لا سيما بين النساء أنالأرتباط بها عاطفيا فقط، بل أصبح في صورة المتاجرة فأنذر لها لتعطيني وتقضي حوائجي.
وختم سماحته حديثه بأن الممارسات التي تأتي باسم ام البنين من مآتم وأحياء لوفاتها وسفرتها ، لاتكون ممارسات واعية إلا إذا قرأناها أنهاشخصية رائدة في التضحية والفداء، وأنها صانعة لقيادات رائدة، فقال: على الذين يحيون ذكرى أم البنين ويهتمون في المشاركة فيالاحياء بالحضور أن يراجعوا أنفسهم في مدى استفادتهم من حياة أم البنين في علاقتها بزوجها وأبنائها ، وفي علاقتها مع زوجات أميرالمؤمنين.