العيثان: الكورونا ليس فتاكاً، وكبار السن هم الأكثر عرضة للموت بسببه
مالك هادي: الأحساء
في استضافة للدكتور عبدالسلام العيثان من إدارة جامع أبي ذر الغفاري في بلدة القارة بالأحساء، تحدث الدكتور العيثان عن مرض فايروس الكورونا، فابتدأ بمسببات الأمراض الشائعة وذكر أهمها وهي الجراثيم الممرضة، فقال: “كما أن هناك جراثيم مضرة، فهناك جراثيم أو بكتيريا نافعة فجسم الانسان يحمل ما لا يقل عن 4000 نوع منها موجودة في القولون والأمعاء، وتتعايش مع الإنسان وتوفر له بعض الفوائد بلا إيذاء، وقد تكون مؤذية إذا انتقلت من مكانها إلى مكان آخر .
وتحدث الدكتور عن الفايروسات وأكد أنها تعتبر أدني مراتب المخلوقات، وأن العلماء يختلفون في تصنيفها هل هي كائنات حية أم لا، وأن أنواعها كثيرة تصل إلى الآلاف وقد قسمت إلى عوائل وقبائل وأنواع.
وعن كيفية انتقال بعض الأمراض مثل الكورونا قال العيثان: “قد تحدث طفرات جينية نتيجة خطأ في أثناء تكاثر الفايروسات ، فأثناء عملية تكاثر الشريط الجيني لدى الفايروس تحدث طفرات وراثية تؤدي إلى تغير في خصائصه ، ويحدث أن هناك بعض الفايروسات الحيوانية التي تكون ممرضة لبعض الحيوانات التي يأكلها الإنسان، والتي تكون على تماس معها كالطيور والأبقار والدجاج والخنازير والجمال ، ففي أثناء تكاثرها يخرج فايروس من مئات الملايين ويكون متغير فيلتقطه الإنسان ويؤثر هذا الفايروس الذي يملك ميزات متخلفة عن أقرانه الملايين في الإنسان بسبب التغير الذي طرئ عليه.
وعن عائلة الكورونا أكد الدكتور عبد السلام أنها ستة أنواع، أحدها فايروس (سارس) الذي ظهر في 2004م، وكان في الصين ومصدره من الدجاج والطيور ، وقد تمت السيطرة عليه مع انتشاره في أغلب دول العالم .
وذكر العيثان نوعا آخر يسمى (الميرس كوفي) فقال: “ويأتي من الخفاش، فينتقل إلى الجمال ومن الجمال إلى الإنسان ، وانتشر في الجزيرة العربية، وتم السيطرة عليه.
وأكد الدكتور العيثان أن ما يميز الأمراض الفايروسية عن البكتيرية أنه ليس لها مضاد حيوي وليس لها علاج، إلا أربع أنواع ، منها نقص المناعة فيوجد لها _الأربعة _ أنواع خاصة من المضادات الحيوية، وأن مرض الكورونا ليس له مضاد حيوي، إلا أن هناك تجارب وأبحاث تسعى لاكتشاف مضاد حيوي فايروسي له.
ومن جانب آخر تحدث العيثان عن مصدر العائلة الجديدة ، فقال: “ويعتقد أنه جاء من سوق الخضار واللحوم من يوهات في الصين أواخر ديسمبر 2019” وأشار إلى خطأ ما يعتقد بأن تنوع المأكولات عند الصينيين هو سبب وجود هذا الفايروس فقال : إلى الآن لم يكتشف سبب ظهور فايروس الكورونا الأخير ولم يصنف أنه شديد الفتك حتى الآن .
وطمئان الدكتور الحضور بقوله : الكورونا الجديد ليس من الضرورة أن يفتك بالمصابين إلا كبير السن أو ضعيف المناعة فقد سجلت حالات عديدة تماثل فيها البعض ممن اصيب بالشفاء ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، إلا أنه يعزل عن الناس حتى لا ينقله لغيره.
وذكر الضيف العيثان طريق انتقال هذا المرض للآخرين وهو الرذاذ التنفسي، فقال: “قد يلتصق الفايروس باليد فينتقل بالمصافحة، واليد المصابة تنقله لأي جسم تلمسه وهكذا، وهو لا ينتقل عن طريق فضلات الإنسان ، وذكر أعراض الكورونا الأربعة وهي: ارتفاع الحرارة ، والسعال ، وصعبة النفس”.
وشدد الدكتور عبدالسلام على أهمية الوقاية من المرض من خلال عدة أمور أهمها :
– عدم الذهاب لمصدر الفايروس، فنصح بعدم الذهاب إلى الصين وما حولها من دول .
– ضرورة استخدام مطهر اليدين بالطريقة الصحيحة، واستخدام الكمام الخاص .
– التقليل من المصافحة باليد .
– ترك التقبيل مناطق الوجه .
– الابتعاد عن الأماكن المزدحمة .
ونفى الدكتور العيثان ما يتم تداوله من أن الفايروس يمكن أن ينتقل عبر البضائع المستوردة في الصين وعلل ذلك بأن هذه الفايروسات لا يمكن أن تعيش على أي سطح مستوي لمدة نقلها ووصولها ، ونصح كخطوة احترازية أن تبقى هذه البضائع لمدة لا تقل عن خمسة أيام حتى نضمن موته.
وفي ختام محاضرته تحدث الدكتور عن مخاوف وزارة الحج من موسم حج هذا العام خوفاً من انتشار الفايروس بين الحجاج واحتمل تجهيز مراكز عزل كل حالة يشتبه بإصابتها بهذا المرض.