حِمَمُ الشّجَى
ناصر الوسمي
إلى رُوحِ الولاء وصَاحبِ الرسالةِ العظمى سَماحةِ الشيخ عيسى الحبارة في يوم فقده الأليم..
(عِيسى).. ويَبزُغُ في كَيَانِكَ (عِيسى)
وَصَـدَى حَـدِيثِكَ يُلْهِمُ التّقدِيسا
كِلــمَاتُكَ الحُــبْلَى بِهَـديِكَ كَوْثَـرٌ
وَتُعـيدُ لِلدُّنْيَا مَـعَاجِزَ (مُــوسى)
أَنتَ المُجَـــلَّـلُ بالـمَــآثِرِ قُــــدوَةً
وَبَعثْتَ مِنْ وحيِ النّدَى (إدريسا)
وَأعَـدتَ أمْــجَادَ الهُـدَاةِ وإرثَـهمْ
فَغَدَوْتَ مِنْ كَفِّ الهُدَى مَحرُوسا
وَتَجَسّــدَتْ رسُـلُ الإِلـهِ بِمَـنْطِـقٍ
يَنْـثَالُ مِـنْكَ مَـوَاعِـــظًا وَدرُوسا
لَكَ صُـورةٌ عكَسَتْ مَلامِـحَ أَحـمدٍ
وَبِكَ السّـجَايا.. حَـطّـمَتْ (إِبْلِيسا)
هَـذِي المــنَابِرُ قَد رَوَتْـكَ حِـكايةً
بِاسْم الحُسينِ، وَلُحتَ مِنْهُ شُمُوسا
أَشْرَقتَ فِي الآفَــاقِ وحيَ هِـدَايةٍ
فَجـذَبْتَ نَحوَ الطّـاهِرينَ نفُوسا
وَمَـلأتَ دُنْـيَانَا العَصِــيّةَ بالتُّـقَى
وأضَأتَ فِكرَكَ فِي الدُّجَى (فانوسا)
سَلْسَـلْتَ عُـمْرَكَ جَـدوَلًا لِذَوِي النُّهَى
يا مَعـدَنَ الإِشْـرَاقِ صِـرتَ نَفِيسا
قُمْ حَدِّثِ العُشَّاقَ عِنْ قِصَصِ الوَلا
فحديثُكَ المَعسُولُ فَاضَ كُؤوسا
هِذي (الطُّفُوفَ) رَسَمْتَها، وَبِكَ ارتَوَتْ
(نَجَفُ) الوَصِيِّ، ورُحتَ تَرسمُ (طُوسا)
وَبِـشَاشَـةِ (الإعلامِ) لَوّنْـتَ المَدَى
دُرَرًا، وَنهـجُكَ قَد غَـدَا مَغْـرُوسا
لَكَ مَـوْعِـدٌ مَـعَــنَا بِمـنْـبَـرِكَ الّذِيْ
جَـعَـلَ الأَحِـبّةَ بالحَـنِينِ جـلُوسا
قَالُـوا ارتَحَـلْتَ عَنِ الحَـيَاةِ مُـغَيّبًا
وغَـدَا الزَّمَـانُ اليَوْمَ فِيكَ عـبُوسا
ذَا يَوْمُـكَ المَشْـؤومُ أَثْـقَـلَ رُزْءَنا
وَبفقْـدِكَ الأيّـامُ صِـرنَ (خَمِيسا)
هَلْ رُمْـتَ نَـوْمَ القَبْرِ بعـدَ مَـسِيرةٍ
غَـرّا ؟! .. فَخُذْ هَذِي القَلوبَ رمُـوسا
قَد صَـاغَـكَ القُـدُّوسُ تُحـفَـةَ آيِـهِ
وَإِليــهِ رُحــتَ مُعــظّــمًا قِـدّيسا