ذبول في عيد أم
رباب حسين النمر
عندما يترجّل الفارس عن صهوة جواده ..
يمسح عن جبينه تعباً ثم يرحل ..
و قد كانت تنتظره اليوم
إن يفِد إليها حاملا باقة ورد
وهديّة
فإذا بالهدية تتحول إلى فاجعة ..
كلمات بلون قلب الأم وكل الأحساء أمه .. وعياله
للفارس الراحل ( الشيخ عيسى الحبارة ) يوم تشييعه ..
ذبول في عيد أم
ّأَفْجَعتَ ( أُمَك ) بالبكاءِ طويلاً ..
و أَفَلْتَ يا بدر التمام أُفُولا ..
في عيدِها قدمت أيَّ هديّة ؟
وردٌ ؟ و دمعٌ ؟ والغيابُ رحيلاً ؟
أمٌّ على رَفِّ انتظارِك أمّلّتْ
منك ابتساما و اللقاءَ جَذِيلا ..
وسَقَتْ ورودَ الأمنياتِ رحيقُها ..
كيما تكحّلُ عينُها تكحيلا
ببهاءِك المنشودِ ، أيَّةَ قُبلةٍ
رامت تُقبِلُ رأسَهَا تقبيلاً ؟
دَعْها توسدُ خَدَّها حرَّ الثّرى ..
فلقد مضى من جوفِها ( قِندِيلا ) ..
رجلٌ يضاهي الأنبياءَ جلالُه
ويفيضُ من ثغرِ العذوبةِ قِيلا ..
وبه خِصَالُ الأولياء ِ نصاعةً ..
وجمالُ يوسفَ ، والبَهَا إنجِيلا
إذ ما ارتَقَت رِجْلاه سُلَّمَ مِنبَرٍ ..
نَثَرَ العبيرَ على الأنام ِ جَميلا
وعلى روؤسِ الخلقِ طيرُ بيانِه
إذ ما تحدّثَ وحْيُهُ جِبرِيلا
يا كوكباً ما كانَ أَقْصَرَ عُمْرَهُ
جَازَ الثُّريّا رِفْعةً ووُصُولاً
وإذا أطلَّ على الوجودِ دماثةً
ملكَ القلوبَ ودقّها إِزمِيلا
كتبتك أغصانُ الحسينِ بدوحِها ،
روضاً تفجّرَ حكمةً و نَخيِلا ..
آخيتَ بينَ المؤمنين محبّةً ..
وصنعتَ كوناً هادفاً ، و نبيلا ..
يا سيّد الواحاتِ هاك نخيلُها ..
(عيسى ) عليك بكاؤها وعويلا ..
أَصَهَرْت أحساءاً لتمضي دمعةً ؟؟
سالَت على خدِّ افتقادك جيلا ..
خَرَجَتْ تودِّع ( روحَها ) في هيبةٍ ..
والروحُ عادت للحياةِ رسولا ..
ما ماتَ وحيُك ، فالخلودُ رسالةٌ
تبقى على مرِّ الزمان طويلا ..