الشيخ حسام آل سلاط
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تلقينا نبأ وفاة سماحة المربي الفاضل الشيخ عيسى الحبارة عليه الرحمة والرضوان ، الذي كان خطيبا موفقا وفاضلا عاملا أدى رسالته واستفاد من الوسائل وعبر بصدق الكلمة ولين القول ليؤثر في شرائح كثيرة من المؤمنين ، فقد كان يسعى بجهده لإيصالها للناس دون كلل أو ملل ، متواصلا معنا ومع غيرنا من المشايخ يرسل درره الجميلة ينتظر تعليقا عليها ؛ فجزاه الله تعالى كل خير .
ولصدقه وإخلاصه انطبق عليه الدعاء المروي في الزيارة ( واجعل قولي في الناس مسموعا) وهو مصدق للآية الشريفة : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )
ومن سمات الشيخ الحبارة رحمه الله تعالى :
١. صدق القول الممزوج بتطبيقه قبل نطقه .
٢.الحديث القلبي الملامس للأحاسيس والعقل .
٣. الإعداد الجيد للمادة مع مناسبتها للأسلوب .
٤. تركيز المادة المطروحة وقصرها لتكون أدعى في ارتكاز معانيها في المتلقي وبقاءها .
٥.تبسيط الخطاب ليكون مفهوما من قبل الجميع .
٦. التركيز على القضايا الإجتماعية والتربوية والقيمية لحاجة الناس المستمرة لها في خضم الصراع القيمي القائم في عصر العولمة المادية .
٧.تحفيز الجانب الجيد والمشرق في المتلقي ليكون أقرب للنفس مع الإشارة للجوانب التنبيهية .
٨. إعادة المتلقي إلى نفسه في زمن الشتات النفسي في ظل تسويق الدنيا وزخرفها الخداعة .
٩.تماسك الخطاب مع ابتسامة حانية في الخطاب عبر وسائل التواصل تعكس أبويته وخوفه على مستمعيه وصدقه معهم رحمه الله تعالى .
١٠. عدم التحيز والتحزب والتواصل مع جميع الطيف الموالي المنتمي للمدرسة الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام.
١١. التواضع وحسن الظن بالآخرين .
١٢. تطبيق ما قام به النبي (ص) كما وصفه أمير المؤمنين(ع) بأنه نزل بخطابه للناس وهو يبحث عنهم لا ينتظرهم أن يأتوا له (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ ) وهكذا الشيخ الحبارة رحمه الله تعالى توجه بخطابه ونصائحه التربوية للناس عبر بوابة التواصل الاجتماعي فأحسن وأتقن فلله دره وعليه أجره تعالى ، ومع سادته محشره .
فلك أيها الشيخ المؤمن الرحمة والمغفرة والرضوان وشفاعة النبي وعترته الطاهرين ولأهلك وذويك ومحبيك ولفاقدي دررك الصادقة ونصائحك الهادفة ؛ في زمن قل فيه الناصحون وظهر الفساد والانحدار القيمي الصبر والسلوان والخلف الصالح.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
