المبلتع والخجول
أمير الصالح
يُقال بان معظم أثرى أثرياء العالم، أو أعلى مناصب قيادية في الشركات العالمية وبعض رؤساء الدول المتقدمة، مروا من خلال قسم التسويقفي مراحلهم المهنية أو التطويرية بطريق مباشر أو غير مباشر؛( الانتخابات ). والتسويق ينصهر في مفهوم أساسي وهو فن الإقناع للآخرمن خلال الكلام الشفوي أو التحريري.
جمعتني الظروف المهنية بعدد ليس بسيط ممن يمتطون مناصب إدارية متوسطة وعليا في شركات متعددة القطاعات ومن جنسيات مختلفة،الغريب أن عدد ليس بالبسيط من أولئك الأداريين من أبناء مناطق جغرافية معينة من بلادي، يتخسبقون ويتلعثمون ويتكركبون ويتعثرون فيأثناء الحديث عند القاء خطاب موجه لعدد من الموظفين أو الجمهور في قاعة عامة، و يفشلون في إيراد خطاب يشد انتباه المخاطبون،وبفعلهم ذلك قد يسيئون من دون قصد إلى سمعة وصورة شركاتهم أو يوحون للمستعين بأنهم وصوا لما وصلوا له من منصب بفيتامين “و” وليس بمؤهلاتهم العلمية.
أتذكر أن أحد المدراء العاملون في أحد الشركات العالمية الشهرة والمحلية المركز، اُنتدب لـ إلقاء خطاب في مؤتمر سنوي هندسي نيابة عنشركته. و كان أداءه سيئ جدا، حتى أن عدد من موظفي ذات الشركة تلقوا مقاطع فيديو بالواتس آب من عدة دول تنتقد ترشيح الملقي للكلمةنيابة عن الشركة، و تناقل البعض منهم مقاطع ذات الفيديو بقصد التسلية والضحك والمفاكهة.
بعض الأفراد خُلقوا ولديهم مهارات ذاتية والبعض يسعون جدياً ويطورون مهارات مكتسبة، و منها فن الإلقاء والخطابة ومواجهة الجمهورلايصال فكرتهم. أو تسويق منتج أو زرع فضيلة أو دعوة لفكرة .
شعبيا، يطلق بعض الناس في بعض المناطق لقب “مبلتع” أي: “متكلم مفوه“، على الشخص المتمكن في الإلقاء وحسن التصرف أثناء الإلقاءوجميل إدارة الحوار ولطيف معالجة المواقف والأسئلة الحرجة، في المقابل الانسان الخجول يقع في مطبات وأفخاخ عديدة ولا يثبت في إدارةأياً منها وكثير التخسبق وتشتت بوصلة الحديث لديه.
لكل شخص منا، خطيب أو متحدث مفوه معجب هو به، إلا أن القليل يحاول أن يحاكي ذات الخطيب أو المتحدث في مهاراته الخطابية. و هذاما سجلته حديثا أثناء حضوري لورشة عمل متخصصة في تطوير و إدارة المشاريع الاجتماعية الجريئة .
فمعدل تلعثم بعض الواقفين على منصة الالقاء من بعض الاطباء وبعض المهندسين لفت نظري. وهذا الأمر مدعاة لـ إعادة برمجة حياةالبعض لتخطي عدة حواجز نفسية ورهاب اجتماعي عند مواجهة الاخرين من خلال منصة الالقاء.
أورد هنا حزمة من المقترحات للاستفادة وأتمنى ان يناقش ذات الموضوع داخل البيوت لرفع مستوى كفاءة الأفراد:
– لعل من الحكمة إدراج من يريد أن يرتفع بمستواه الخطابي والحواري لاسيما فئة الشباب إلى الانخراط في أندية الخطابة toastmaster
– تربية المحيط من أفراد الأسرة و حتى رواد دور العبادة وطلاب مراكز التعليم على إذكاء روح الحوار ، والتعبير عن مكنون كل فرد بالكلاموجها لوجه أمام كل أفراد الصف الواحد.
– هناك كتب عدة تتناول أساليب كسر جليد المحادثة و افتتاح الكلام و اقتناص المداخلات بأسلوب الطرفة و استحثاث المستمعين للاستماعالمبهج والمحفز وتقوية العرض والمخاطبة. المقترحة شفويا و تصيغها بأشكال محببة للنفوس
– هناك مواقع في اليوتيوت و TedEXمتخصصة في مجال رفع مستوى الخطابة وتستحق المشاهدة
نتمنى من أبناء الجيل السابق والصاعد استلهام أساليب المداخلات والخطابات المهذبة للوصول إلى درجات أعلى من التواصل الفعال واستحصال حقوقهم بالطرق الفعالة . ولنتذكر جميعاً بـ أن الخجل أضاع فرص والوقاحة قتلت فرص ولكن الجراءة مع اللباقة في الحديثخلقت فرص . ختاماً أنصح بكتاب عنوان غلافه The Big Book of Presentation Games لمؤلفه Edward Scannel & John Newstorm و بكتاب عنوان غلافه ” Breathing of Life Or Kiss of Death” لمؤلفته Janet Howd .