شيء أفضل من لاشيء
العوامل النفسية لدى أفراد المجتمع وتفاقمها مع مرور الوقت من أسبابها كتمان الأفكار إلى أن تصل وللأسف إلى نتيجة عكسية ويكون الإنسان كالقنبلة الموقوتة التي يوشك أن تنفجر يوماً ما بسبب كتمانه لأفكاره ولا ننسى أن عواقب الحالات النفسية السلبية تنعكس سلبا على المجتمع وقد تنتشر كفايروس كورونا ومن نتائجها: مشاكل اسرية، أضرار جسدية، قلة الإنتاج في العمل ولكي نتفادى هذه المشاكل يجب نضع فكرتنا التي نظن انها سوف تساعد على التخلص من المشكلات التي ذكرتها سابقاً محل الإعتبار وعلى العكس قد نغير حال المجتمع إلى الأفضل بفكرة واحدة وقبل أن أتطرق إلى معرفة كيف نتصرف مع أفكارنا يجب أن نعرف ماهي العلاقات المكانية في المجتمع ؟
أولاً: المنطقة الحميمية: هي دائرة خاصة لدى الإنسان لا يقبل بدخلوها أي شخص بل يسمح فقط للمقربين منه مثل الوالدين والأبناء والزوج أو الزوجة.
ثانياً: المنطقة الشخصية: وهي تلي المنطقة الحميمية والتي نسمح فيها بتواجد الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة اجتماعية قوية مثل العم والخال وأبنائهم بالإضافة إلى الأصدقاء المقربين والتي يكون فيها حالات الواجب الاجتماعي كالعزاء والأفراح.
ثالثاً: المنطقة الإجتماعية: تلي المنطقة الشخصية وهي أكثر اتساعاً منها وتتضمن الأشخاص الذين نتعامل معهم يومياً بحكم الظروف الحياتية اليومية واحتيجاتنا مثل البائعين والسائقين ورجل البريد الذين يساعدونا في تسيير حياتنا اليومية من بعد الله عز وجل.
رابعاً: المنطقة العامة: وهي تلي المنطقة الاجتماعية وهي الأكثر اتساعاً حيث تشمل التجمعات الغير رسمية مثل تحدث المعلم مع طلابه لفترة زمنية مؤقتة، أو اللقاءات السياسية بالإضافة إلى اجتماع صاحب العمل بموظفيه.
بشكل عام كلما اتسعت المنطقة الفاصلة كلما قلت العلاقة بين الأطراف وقل تأثير الفكرة المطروحة التي تساهم في تطور المجتمع، فقبل أن تطرح الفكرة يجب أن تعرف مدى تأثيرها على المنطقة المستهدفة، فمثلاً علاقتك في العمل ليست كعلاقتك في المنزل ومدى تأثير فكرتك على الموظفين في العمل ليست كتأثيرها على أفراد أسرتك، ولكن قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: بما أن اتساع المنطقة يعني قلة تأثير الفكرة هل هذا يعني أن نقتصر على دائرة ضيقة بحجة أن طرح الفكرة على الموظفين في العمل مثلا او الطلاب في المدرسة(في المنطقة العامة) لاتجدي نفعاً ؟
الجواب:
من السهل أن تلعب دور المعلم بينك وبين أفراد أسرتك وغيرها من الأدوار… داخل دائرتك الضيقة ولكن عندما نتحدث عن الدائرة الأكثر اتساعاً تجد نفسك أحياناً مسجوناً حول فكرة بائسة وهي: (لن يلتفتوا إلى فكرتي العظيمة)
مشاركة العلم والأفكار التي قد تغير من الحالة الاجتماعية تصب في صالح الجميع، تذكر عبارة (شيء أفضل من لاشيء)، بدلاً من الانتقاد ووضع اللوم على الآخرين في المدرسة، الشركة، المستشفى… لعشرة سنوات مع وجود فكرة في عقلك ومع استطاعتك للذهاب إلى من يستطيع أن يحتضن هذه الفكرة ويزرع بذرتها في المجتمع، بادر بطرحها أفضل من لاشيء