الخباز يصنع للناس حياة مستقرة في زمن كورونا
مالك هادي: الدمام
في مشاركة مسجلة لسماحة السيد منير الخباز بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام زين العابدين عليه السلام افتتح سماحته الكلمة بالتساؤل عن كيفية الاستفادة من سيرة الإمام زين العابدين في هذه الأزمة التي نمر بها، وماهي الدروس التي نتعلمها من نفحات حياته العطرة المباركة في هذه الظروف والأزمان الخانقة.
وذكر السيد الخباز ثلاثة دروس يمكن الاستفادة منها، أولها الدعاء فقال: لقد سمعنا من المختصين والأطباء أن أقوى مقاومة لفيروس كورونا الخطير هي المناعة، وأقوى مظاهر المناعة، المناعة النفسية، وأقوى درجات المناعة النفسية زوال القلق والإكتئاب والاضطراب من النفس.
وأكد على الحاجة إلى عالم الغيب، وأن بالسلاح الغيبي والارتباط الوثيق به ينكشف كيف يقاوم الإنسان الأمراض الجسدية والأوبئة المادية، وأن الاتصال بالغيب أقوى طريق لمناعة النفس.
وقال الخباز : وأقوى وسيلة للإتصال بعالم الغيب التوكل على الله، والطريق الرحب لتحصيل التوكل على الله والثقة به من أجل اقتلاع شرارة القلق والاضطراب من أعماق النفس هو الدعاء، وهو ما علمنا إياه الإمام السجاد عليه السلام في كيف نلتجئ إلى الله من خلال دعاء (يامن تحل به عقد المكاره) .
وذكر سماحة السيد العطاء كدرس ثانٍ من حياة الإمام عليه السلام، وأكد أنها أكثر صفات الإنسانية نبلا وعظمة، وتعني أن تعطي بلا مقابل، وهو ما أكده القرآن (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
وشدد سماحته أن في مثل هذه الأزمات الصعبة تتجلى هذه الصفة الانسانية النبيلة، فهناك من تعطلت أعمالهم وضاقت بهم الدنيا، وانقطعت عنهم سبل الرزق، لأنهم يعتمدون على العمل اليومي، فاختنقوا بسبب هذه الأزمة، فقال : نحيي الجمعيات الخيرية في مجتمعاتنا، والتجار الذين بادروا للعطاء وإنقاذ المحتاجين، وكثيرا من وكلاء المرجعية الرشيدة الذين أسهموا وبادروا بسد هذه الحاجة وإنقاذ المعوزين، ونهيب بالجميع الذين عرفوا بالوعي والنبل والشهامة أن يبادورا في مثل هذه الحالة.
وفي رسالة شكر وجهها الخباز للعاملين في القطاعات الصحية قال: نتعلم العطاء من الإمام زين العابدين عليه السلام بالجهود المضنية التي يبذلها أبنارنا من طاقم طبي بكافة تخصصاتهم في المملكة والخليج بروح الفداء والتضحية، فيبذلون وقتا وجهدا ونفسا بلا مقابل، فهم يجسدون أعلى درجات العطاء.
كما أشاد سماحته بحالة التراحم والتعاطف والتواصل المادي والمعنوي من خلال الجمعيات والمستشفيات والقربات السخية، فقال : إن من يمثل درجة من الوعي والثقافة والتحضر والفهم لجميع الملابسات و الأوضاع، وإنه لمظهر جميل لما استفاده مجتمعنا الإيماني الطيب المبارك من الأئمة الطاهرين عليهم السلام وفي طليعتهم الإمام السجاد.
ثم دعا السيد الخباز من يريد أن يتزود للآخرة في هذه الظروف الصعبة أن يسلك بذل الندى في الخير، فقال: ما دمت قادراً قدرة مادية أو علمية أو ثقافية أو قلمية فسخر هذه القدرات للمجتمع في هذه الظروف، فلا تكن إنسانا سلبيا فتوزع القلق والاضطراب من خلال نشر الأخبار والبيانات، ولا تكن إنسانا أنانيا فتحتكر النعمة والثروة والمال والغذاء لنفسك، ولا تكن من يستثمر فرصة الأزمة ليعتدي على الدين والعقائد من أجل أن ينفس عما في نفسه، فكن إيجابيا مُعينا في خروج المجتمع من الحالة التي هو فيها.
وفي ختام حديثه أشار إلى صفاء النفس كدرس ثالث في حياة الإمام زين العابدين، وانتقد استمرار الأحقاد والكراهية لمن أساء إلينا ومن أخطأ في حقنا، وذكّر سماحته بأن علينا استثمار هذه الأزمة في الخلوص إلى الله وفي تطهير القلب وإزالة القذارات النفسية من الوجدان والأعماق، فقال: كن إنسانا مؤمنا خالص الإيمان قريبا من الله ، وكن صافيا غير مشوش ولا كادراً ، فإن الصفاء طريقا للتخلص من البلاء.