بوخمسين: الوحدة والتكافل الاجتماعي من أجلى صور الانتظار الحقيقي
علي عبدالله: الدمام
في الليلة الأولى من برنامج الليالي المهدوية عبر البث المباشر لبشائر Live کان ضيفها سماحة الشيخ عادل بوخمسين بعنوان (فلسفة الانتظار ودورنا في عمارة الأرض)
حيث أكد سماحة الشيخ بأن الإمام المهدي عجل الله فرجه لا يخرج لفئة محدودة من الناس ولا لمنطقة جغرافية محصورة، وإنما يخرج لكل العالم و للبشرية جمعاء، فيخرج إلى الكرة الأرضية بكاملها، ورسالته رسالة عالمية كرسالة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويخرج مواكبا للعصر بتقنياته وتكنولوجيته، حيث يحقق الانتصارات والنجاح والإنجاز الذي لم يتحقق على يدي جده رسول الله صلى الله عليه وآله.
واستعرض البوخمسين مجموعة من الروايات التي تؤكد بأنه وإن خرج الإمام المهدي بالسيف إلا أن أهل الأرض يرضون عنه لأنه يأتيهم بالعدل، ويأتيهم بالحرية والكرامة والعزة، فيرفع عنهم الضيم والقهر، ويرفع عنهم الفقر والفاقة، لذلك تراه البشرية منقذا حقيقيا لهم فيتبعونه ويدخلون في دينه، وهذا وعد الله عز وجل (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين).
وأشار إلى أن الله وعد أن يظهر الدين الإسلامي على كل الديانات الأخرى في الأرض في آخر الزمان، ولايظهره بالقوة والإكراه، وإنما بالإقناع والإيمان، حتى ترى الشعوب الأخرى أن الإمام عليه السلام وأصحابه متقدمين حضاريا وعلميا وأخلاقيا وفكريا وثقافيا فيتبعونه.
من جانب آخر انتقد سماحته من يفهم الانتظار أنه الاتكال والتفرج بترقب خروج الإمام من خلال التوغل والتعلق بعلامات الظهور، فقال: ليس المطلوب منا التفرج على العلامات والأحداث، فالمؤمن ليس المتفرج على الأحداث، إنما المؤمن هو الصانع للأحداث، والفاعل والمؤثر في الأحداث العالمية، وللاسف الشديد إننا نرى البعض من الناس يتفرج على علامات الظهور وكأنه يتفرج على فيلم سينمائي، فينتظر طرفا يحارب طرفا آخر لينتصر عليه، وهذا ليس الانتظار الحقيقي المطلوب، فنحن جزء من هذا الحدث، وجزء من هذا الانتصار.
وأشار إلى أن الواجب علينا أن لا ننشغل بالعلامات المتكررة التي لا نعلم متى يأذن الله له بالخروج والظهور، وأن علينا أن ننشغل بكيفية إعداد أنفسنا لأن نكون أنصاراً له عليه السلام في تحقيق وعد الله عز وجل، وفي نشر العدالة على الكرة الأرضية.
وعن تحقيق المعنى الحقيقي للانتظار، قسمه الشيخ البوخمسين إلى جانبين: فردي واجتماعي فقال: الناحية الفردية تارة تكون من جانب غيبي، وتارة من جانب مادي، أما الجانب الغيبي بأن نسأل الله عز وجل وندعوه بالفرج، وأن يأذن للإمام بالخروج، وأن يفرج عنا وعن كل البشرية برفع البلا والفتن، وأن يدفع الظلم وما إلى ذلك.
أما من الجانب المادي فهي الأسباب الموضوعية والواقعية التي ينبغي أن نسعى إليها سواء على الصعيد الفردي بأن يبني الإنسان إيمانا حقيقيا، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام (وما شيعتنا إلا من اتقي الله وأطاعه، وماكانوا يُعرفون إلا بالتواضع والتخشع وصدق الحديث وأداء الأمانة وكثرة الذكر لله) فأنصار الإمام هم المتلزمون بالفرائض والطاعات المطيعون لله عز وجل.
ومن الجانب الإجتماعي أكد سماحته على القيام بالبناء الاجتماعي من خلال الوحدة الاجتماعية، فقال: لا يمكن أن نكون أنصارا للإمام عليه السلام ونحن نغرق في خلافاتنا وصراعاتنا ونزاعاتنا على مستوى المذهب وعلى مستوى الأمة وعلى مستوى البشرية، علينا أن نسعى لوحدة المجتمعات ووحدة الشعوب ووحدة الأمم، فنسعى للصلح ورفع النزاعات والخلافات والحروب بين الناس وبين الشعوب وبين الامم، وعلينا أن نعد أنفسنا كمجتمعات موحدة.
كما أكد على جانب التكافل الاجتماعي، حيث قال: المجتمعات وأنصار الإمام هم السباقون في التكافل الاجتماعي، والقيام بمؤسسات المجتمع المدني، بقضاء حوائج الآخرين وبخدمة الناس، وذلك على مستوى العالم وليس على مستوى منطقة جغرافية محدودة، فهذه صفات أنصار الإمام، ورسالتهم عالمية، وأفقهم أفق عالمي كما هي رسالة الإمام عليه السلام رسالة عالمية.