الصديق المزوره، التاجر الفاجر، الأخبار المظللة ..Fake Friend.. Fake Trader..Fake New
استمعت لكتاب صوتي بعنوان Fake Money … Fake teacher …Fake Asset لمؤلفة روبرت كيوساكي (صاحب كتاب الأب الغني..الأب الفقير) وترجمته اللفظية هي: المال المزور ،المدرس المُضلل، والأملاك المضروبة.
وينادي المؤلف بضرورة الشفافية لتخطي عقبات الخداع والمراوغة التي يمارسها البعض فيكونوا بذلك أثرياء أو اكثر ثراءاً على حساب من خدعوهم من الناس ولاسيما أصحاب الطبقة العاملة (العمال) والمكافحين من أجل لقمة عيش شريفة.
الله جل جلاله هو العالم بمدة استمرار جائحة وباء كورونا القائمة حالياً، والعالم بمقدار الضرر والأضرار التي وقعت
وستقع على مستوى كل الأسر، ولا سيما بعد انقطاع سبل الحصول على الرزق لبعض المعيلين من أرباب / ربات الأسر ذوي الكسب اليومي.
إلا أن البعض من أبناء المجتمع صُدم بحقائق سلوكيات وأفعال يمارسها البعض ممن يدعون أو يتشدقون أنهم من أبناء ذات المجتمع، أو ينتسبون لهذا أو ذلك الوطن.
هؤلاء هم بعض: التجار الفاسدين وبعض منتحلي صفة الأصدقاء، وبعض مدعي السبق في إيراد الأخبار.
فكما أن هناك fake money, fake teacher , fake asset هناك أيضا ولشديد الأسف fake friends, fake traders, fake news. بل هناك في كل شيء صادق يقابله شيء مزور أو مفتعل أو مصطنع. وهنا قد تطول القائمة، ولا بأس بالاشارة لبعض منها: fake siblings, fake beggar , fake family , fake power , fake association ,fake management, fake technician …. fake company …et.
السطر الأول:
رفع الكثير من الناس كمية كبيرة من الأخبار عن غلاء الأسعار
ومضاربة سعرية أشعلها بعض التجار، أو رواد الاحتكار لبعض السلع.
وكُتبت مقالات وبثت خطب مسجلة تنصح
وتنبه وتدعو أولئك التجار إلى عدم افتراس خلق الله، وأن يراقبوا الله في أنفسهم. كما أطلق البعض نداءات ومقالات تدعو المستهلكين لعدم التسابق في الشراء العشوائي المفرط
والشراء على قدر الاستهلاك وعدم الاستحواذ وتفريغ الأرفف بادعاء تأمين احتياجاتهم من المواد الغذائية لعدم معرفة زمن انقشاع الجائحة. فالتوازن
والترشيد في الاستهلاك يحمي المستهلك من جشع بعض التجار أو الوسطاء أو الانتهازيين
ويحبط مخططاتهم في رفع الأسعار جنونيا لعدم وجود طلب يفوق العرض.
والتاجر، أو من يمثله من أبناء جاليات في إدارة المتجر، المستغل لأبناء وطنه ومجتمعه اعتبره شخصيا أنه تاجر مزور Fake Trader وليس له من أخلاقيات التجار
والتجارة من نصيب.
ومن الجيد تنبيه من انزلق في هذا الوحل لعله يكف أو يخشى الدوائر.
وهذا يذكرني لرواية تنسب للإمام الصادق أو أحد أئمة أهل البيت (ع) ، ومفادها: ( التاجر فاجر،
والفاجر في النار، إلا من أخذ الحق وأعطى الحق) وهذا يشمل ليس مضمار المواد الغذائية فقط بل كل صنوف التجارة، بما فيها العقار والأدوية
والتقنية والطبابة والنقل والسلع الأخرى.
السطر الثاني:
وفي الوقت ذاته، تتقاطر على جوالك وجوالي وجوالات الآخرين رسائل صوتية وكتابية ومقاطع فيديوهات من بعض الأطراف في عدة قروبات افتراضية (واتس أب) تسرف فيالمفاكهة والمسخرية والمجادلة
والمفاحمة كأنها دعوة للانفصال عن الواقع،
وتخدير تام وخلق حالة عدم المبالاة بما يعصف بالآخرين.
وهذا النوع من الناس اعتبره شخصيا صديقا مضللا fake friend.
ولعمرك إن هذا يذكرني بالكلمة المنسوبة للإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة 🙁 …. يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه (3)، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه (4). وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب)
السطر الثالث:
في مجال الأخبار : تردنا بعض تلك الأخبار التي تكون مجهولة المصادر، وبعضها الآخر معلومة المصدر، وتثير حالة الرعب المفرط إلى درجة الهلوسة، أو تعضد حالة الإهمال في الوقاية من الفيروس كورونا.
فوجئت كما تفاجأ الناس حول العالم كافة بأن تصريح مسؤول صحي لدولة أوربية فاعلة
ودعوته بعدم لبس الكمامات للأصحاء أثناء الأيام الأولى للجائحة الفتاكة، كان بسبب النقص الحاد للكمامات في أوربا، وقد تبنى هذا القول ملايين البشر حول العالم، وانكشف مع الوقت السبب الحقيقي لذلك الادعاء. فلك الآن أن تسأل وتتساءل عن دوافع عدة تصريحات في الماضي والمستقبل.
وهنا يضع الإنسان لنفسه بصيرة، وبعيدا عن قالت و كالة الأنباء الفلانية أو الجريدة العالمية الفلانية، الواقع هو الأكثر صدقا.
وشخصيا أعتبر أن بعض وكالات الأنباء العالمية أخفقت في تزويد متابعيها بالأخبار الصحيحة، وهذا يعني أن هناك كثير من الأخبار المضللة fake news.
السطر الرابع:
قبل حوالى ثلاثين سنة وفي مدينة عربية ما، في موجة انطلاق الطلب المتدافع بين البعض من الناس على تركيب الصحون التلفزيونية (الدشوش) بهدف التقاط إشارات بث المحطات الفضائية، وكان سعر الدش والرسيفر مع التركيب يومذاك يقارب الخمسوالعشرون ألف ريال.
ادعى شخص معسور الحال ويقطن وأسرته في بيت شعبي متهالك، ادعى لأبناء عشيرته، كل على انفراد بأنه محتاج مساعدات مالية لجلب أجهزة منزلية تعين زوجته المعاقة على أداء الواجبات المنزلية. تقاطرت الأموال عليه دون علم أي جهة متبرعة عن تبرع الجهة الأخرى،
ولكبر حجم صحن الدش، شاهد بعض أقاربه صحن الدش، وبعد التدقيق عرفوا بأن المال الذي تم التبرع به تم صرفه لاقتناء الدش.
وذلك الشخص البعيد عنا وعنكم أصنفه شخصيا بالقريب المضلل fake sibling.
ما قبل الختام، لا نزكي أحدا عند الله ولا نعطي أنفسنا الحق على محاكمة أي مدعٍ من الناس، إلا أنه كل من عمل في حقل التطوع أو الأنشطة الاجتماعية أو حتى على مستوى المشاهدات الفردية فإنه شاهد أن هناك من الناس من ينتحل أو يتصنع دورا،
وعند المحك، ولاسيما في ظل هذه الجائحة، تنكشف بعض الأقنعة
وأساليب استنزاف واستحواذ أكبر قدر من موارد المجتمع بطرق متعددة وتحت قبعات مختلفة.
فضلا من أن هناك من يورط أبناء مجتمعه بسبب كسله أو تستره أو عدم سعيه الجاد على تحصين نفسه، ورفع منسوب وعيه أثناء
وبعد الجائحة.
وهناك من الناس من تواكل ولم يتوكل، وهناك من يمن على ربه بصلاته. وهناك من الناس من لا يتورع عن شتم من حوله ونهش موارد أبناء مجتمعه ماليا في المأكل والمسكن ويطلب منهم أن يجاملوه في غيه وخداعه.
ختاما أتدارس معاكم الدعاء المعروف بدعاء المهدي (ع) لعلنا نستلهم الخير من مدرسة الدعاء لآل محمد (ص) :
اَللّـهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، ….، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، …. ، وَعَلَى الاَغْنِياءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ،…، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.