حــــدث لــي هـذا الــيــــوم
اللشيخ محمد الصلاح
في ظل الوضع القائم وقانون إغلاق المحلات التجارية تحرزا مما لا يحمد عقباه كان لا بد لنا من الالتزام بالقانون حتى تنكشف هذه المحنة وهذا الوباء عن مجتمعنا وسائر المجتمعات الإنسانية ، وبذلك أصبح التعامل مع الزبائن عن بعد ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي فيتم تسجيل طلباتهم وإيصالها اليهم في البيوت في فترة السماح بالخروج من المنزل لدقائق معدودة
ومن طرائف ما حصل معي هذا اليوم عندما وصلت لمنزل أحد العملاء لتوصيل طلبيته نزل من كان معي لتسليمها اليه وبينما كان يدفع قيمتها عن طريق الشبكة لمحني في سيارتي فجاءني مسرعا فسلم علي وحياني بتحية ملؤها الحب والتقدير ولكنه فاجأني بكلمة قالها لي حيث قال : ( لو كنت أعلم انك أنت من سيخرج لتوصيل هذه الطلبية لما طلبتها !! قلت له ولمه ؟؟ قال لأني أخجل أن تأتيني بنفسك لتوصيل طلبيتي !! فقلت له وهل العمل يعيب الإنسان أو ينتقص من شأنه ؟؟ فهذا نبي الله داؤود عليه السلام أشكل عليه قومه بأنه لا صنعة له وأنه يأكل من دون كد يده وعرق جبينه حتى ضج الى الله تعالى ليعلمه صنعة يحفظ بها ماء وجهه فعلمه الله تعالى صنعة ( وصنعة في اليد أمان من الفقر )
( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ) الأنبياء 80
واللبوس عند العرب: السلاح كله، درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا أو غير ذلك كما هو في التفسير وكانت قبله عليه السلام صفائح، فأوّل من سَرَدَها وحَلَّقها داود عليه السلام.
فالعمل كما لا يخفى ليس عيبا بل هو شرفا للإنسان مهما كانت مكانته ولنا في سيرة أهل البيت عليهم السلام القدوة والأسوة ولإيماني بذلك قفزت على العرف الاجتماعي الذي كان سائدا منذ أن حطت قدماي أرض الوطن
الأمر الآخر أعلم لو كان عندي من أعتمد عليه ليقوم بهذا العمل البسيط لكلفته به ولاشتغلت أنا بما هو اكبر منه لأنه لا يرضيني أن يذهب يومي وساعاته دون أن يكون لي ما أشتغل به
ولقد جاء عنهم (عليهم السلام): إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منهما
وعنهم (عليهم السلام): ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين [السنة] في العمر!
وعنهم (عليهم السلام): الساعات تخترم الأعمار، وتدني من البوار
وهذا ما تعلمته من أبي رحمه الله تعالى و أن أشغل وقتي بالعمل الذي فيه خيرٌ للدنيا والآخرة