دراسة: ٦٧٪ لاتظهر عليهم أعراض فايرس كورونا
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
فيروس كورونا: تشير دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية BMJ إلى أن 78٪ لا تظهر عليهم أعراض- إليك ما قد يعنيه ذلك-.
جائحة كوفيد-19 مستمرة في الانتشار، حيث تم الإبلاغ عن مليون واربعمائة ألف حالة، وحوالي 75 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بحلول 7 أبريل 2020.
لإبطاء الانتشار وتقليل الوفيات، وضعت الحكومات في جميع أنحاء العالم تدابير للتباعد الاجتماعي، وعندما ترفع هذة التدابير، فمن المتوقع أن يبدأ ” منحنى الجائحة المسطح” في الارتفاع مرة أخرى في حالة عدم وجود لقاح.
نظرا لأن معظم الفحوصات تجري داخل المستشفيات في المملكة المتحدة، والعديد من البلدان الأخرى.
فإن الحالات المؤكدة حتى الآن تحدد الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، ولكن للتنبؤ بدقة بالآثار المترتبة على رفع القيود، نحتاج إلى معرفة عدد الأشخاص المصابين بكوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم الأعراض وإلى أي مدى يمكنهم أن يسببوا عدوى لغيرهم.
أشارت دراسة حديثة، نشرت في المجلة الطبية البريطانية، إلى أن 78 ٪ من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 لاتظهر عليهم أعراض.
النتائج تتفق مع بحث قرية إيطالية تقع في بؤرة تفشي المرض والذي أظهر أن 50٪ -75٪ لا تظهر عليهم أعراض (صامتون اكلينيكيًا asymptomatic)، لكنهم يمثلون” مصدرا مرعبا” للعدوى، كما أظهرت دراسة آيسلندية حديثة أن حوالي 50 ٪ من أولئك الذين ثبتت إصابتهم بـكوفيد-19 خلال حملة فحوصات واسعة النطاق لم تظهر عليهم أعراض.
في هذا الأثناء، تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO وجد أن” 80٪ من حالات العدوى خفيفة أو بدون أعراض، و 15٪ من حالات العدوى حادة و 5٪ من حالات العدوى حرجة”.
على الرغم من أننا لا نعرف ما هي نسبة الخالين تماما من الأعراض تماما من ال 80٪، أو بالضبط كيف تم عد الحالات، إلا انها تشير مرة أخرى إلى أن الغالبية العظمى من الحالات لم تدخل المستشفى ولم يتم فحصها، يبدو أن الدراسة الجديدة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية BMJ تختلف عن نتائج الدراسات التي تم إجراؤها في وقت سابق على الجائحة.
والتي أشارت إلى أن نسبة الذين لا تظهر عليهم أعراض البتة من المصابين بكوفيد-19 هي نسبة قليلة: 17.9 ٪ على السفينة السياحية دايموند برينسيس Diamond Princess Cruise Ship و 33.3 ٪ في اليابانيين الذين تم إجلاؤهم من مدينة ووهان.
وتسند الورقة الجديدة هذة إلى البيانات المرتبة التي بدأت السلطات الصينية في نشرها يوميا اعتبارا من 1 أبريل 2020 عن عدد حالات الإصابة، بفيروس كورونا المستجد في البلاد غير المصحوبة بأعراض( التي لا تظهر عليها أعراض)، وأفادت الورقة أن” ما مجموعه 130 من 166 إصابة بالعدوى الجديدة( 78٪) المشخصة خلال فترة ال24 ساعة بعد ظهر الأربعاء الموافق 1 أبريل2020 كانت بلا أعراض”.
ويقول الصينيون إن الحالات المرضية ال 36 “، كانت من ضمن القادمين من الخارج”، كما نقل عن لجنة الصحة الوطنية الصينية.
تعد البيانات الجديدة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية BMJ مهمة للغاية حيث إن معظم المعلومات والنتائج الجديدة التي تنشر يوميا، في جميع أنحاء العالم تأتي ربما من نسبة قليلة من الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض، وطلبوا المساعدة من المستشفى، وأجري لهم الفحص وكانت نتائجهم إيجابية، هذا يختلف عن الأوبئة السابقة، كسارس SARS، حيث كانت معظم الإصابات تظهر أعراضا ويمكن متابعتها.
في نهاية المطاف، فحوصات الأجسام المضادة على نطاق واسع، والذي لا يزال غير وشيك، ستكون قادرة على إخبارنا بعدد الأشخاص الذين لديهم بالفعل كوفيد-19.
سيعطي هذا الفحص تقديرا أفضل للعدد الإجمالي للإصابات بالعدوى، وسيكون هذا مهما في اتخاذ القرارات بشأن رفع( إزالة) تدابير التباعد الاجتماعي، على سبيل المثال، إذا كان فحص الأجسام المضادة يشير إلى أن نسبة كبيرة من السكان مصابة بـكوفيد-19 بالفعل، فهناك فرصة ضئيلة للحالات غير المصحوبة بأعراض المرض وغير المشخصة لنشر العدوى بمجرد رفع القيود.
ولكن لو كانت نسبة صغيرة فقط من السكان مصابة بالعدوى، فقد يتعين تأجيل رفع تدابير التباعد الاجتماعي حتى تصبح استراتيجيات التطعيم جاهزة للتنفيذ.
تعديل النماذج
النمذجة الرياضية تسمح لنا بتطوير إطار لمحاكاة الواقع باستخدام تعبيرات شكلية، وعوامل/ محددات، بناء على ما نعرفه عن انتشار الفيروس، يمكن تحسين دقة النماذج لتكرار الجوانب المعروفة- على سبيل المثال عدد الإصابات والوفيات المبلغ عنها بسبب كوفيد-19، هكذا نماذج يمكن بعد ذلك استخدامها للتنبؤ بالمستقبل.
من الناحية المثالية، يجب أن يستند النموذج الرياضي لانتشار الأمراض المعدية إلى معايير تشمل مجموعة من الناس قابلين للإصابة، أولئك الذين تعرضوا للفيروس، والذين أصيبوا بالفيروس والمتعافين من الفيروس.
يمكن أيضا تقسيم المجموعة المصابة بالفيروس إلى مجموعتين: مجموعة لا تظهر عليها أعراض، ومجموعة تظهر عليها أعراض واللتين يمكن نمذجتهما بشكل منفصل، ولكن في الوقت الحالي، هناك أوجه من عدم اليقين كبيرة حول هذة الأرقام، ستكون المعلومات الجديدة حاسمة في معالجة بعض أوجه عدم اليقين هذة، وتطوير أطر نموذجية صامدة أكثر ولها موثوقية.
هذا لأنه على الرغم من أن النمذجة تتمتع بقوة تنبؤية قوية، إلا أن قوتها تعتمد على قوة البيانات المستخدمة فيها، البيانات المستخدمة حاليا مأخوذة من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بعدوى كوفيد-19.
وإذا كانت الاصابات غير المصحوبة بأعراض هي نسبة كبيرة من اصابات عدوى كوفيد-19، كما تشير التقديرات الأخيرة إلى ذلك على ما يبدو، فمن المحتمل أن دقة عدد عوامل/ محددات النموذج تحتاج الي تحسين وإعادة أخذها في الاعتبار، لا نعرف عدد الأشخاص الذين تفترض النماذج الحالية أنهم لا تظهر عليهم أي أعراض، ولكن يمكن أن يكون العدد مختلفا عن ال 78٪ المقترح حديثا.
إن زيادة هذا العدد سيقلل إلى حد كبير من حالة معدل الإماتةfatality rate، وهي تناسب الوفيات مع عدد الإصابات.
وذلك لأنه في حين أن عدد الوفيات المتصلة بكوفيد-19 يمكن حسابه بوضوح، فإن هذا الدليل الجديد يشير إلى أن هناك إصابات أكثر بكثير مما كنا نعتقد، مع وجود نسبة كبيرة منها لا تظهر عليها أعراض.