بيان مشترك.. لعلماء الأحساء والقطيف والدمام بمناسبة دخول شهر رمضان
بشائر: الدمام
أصدر اليوم جمع من علماء الأحساء والقطيف والدمام، بياناً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك في ظل تفشي جائحة كورونا، دعوا فيه أفراد المجتمع، للحضور الفاعل عبر منصات التواصل الافتراضية، والاستفادة بأكبر قدر ممكن منها في تعزيز بناء الثقافة الإسلامية.
كما تضمّن البيان عدة توصيات تؤكد على أهمية البرامج الدينية لتغذية الجانب الروحي بالعبادات الاجتماعية، ضمن نطاق أسري، لتعزز الروابط، كما يعزز لديهم البناء الروحاني والديني.
مذكرين بضرورة الترويح عن النفس حسب المتاح في ظل هذه الظروف، مع عدم التفريط بأخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى.
ونص البيان على التالي:
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..} [البقرة: ١٨٥].
الإخوةُ والأخواتُ الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
نباركُ لكم حلولَ شهرِ رمضان، ونسألُ اللهَ تعالى أن لا يحرِمنا من عطاياهُ ومواهبِه المتميّزةِ فيه، ويطيبُ لنا أن نُذكّرَ أنفُسَنا وإخوانَنا المؤمنينَ بمجموعةٍ منَ النقاط:
– أوّلًا: يُشَكّلُ هذا الشهرُ الكريمُ فرصةً استثنائيةً لتغيير النفسِ وإعادةِ بناءِ العلاقةِ مع اللهِ سبحانه وتعالى، فينبغي علينا أن نكونَ واعينَ في رصدِ مواطنِ الضعفِ في هذه العلاقة، ووضعِ البرامجِ المناسبةِ لعلاجِ هذا الضعفِ للرّقيِّ بهذه العلاقةِ الحاسمةِ في آخرتِنا.
– ثانيًا: أنَّ البرامجَ العباديةَ التي وضعها الإسلامُ للإنسان المسلمِ ذاتُ لونين؛ إحداهُما: العباداتُ الفرديةُ التي يُقِيمُها الإنسانُ بعيدًا عن التجمُّعاتِ البشريةِ والحضورِ الاجتماعي، كقراءةِ القرآنِ الكريم، والصلواتِ المستحبةِ كصلاةِ الليل، والأذكارِ الواردةِ والتّفكرِ وغيرِها الكثير.
ِوهذا اللونُ ينبغي تعزيزُه في هذه السنةِ مع الإجراءات الصحيةِ الاحترازية، وأن نُحوّلَ الحجرَ الصحيَّ وحظرَ التجوالِ إلى فرصةٍ تزيد من انفتاح علاقتِنا مع اللهِ سبحانه وتعالى.
والثانية: العباداتُ الاجتماعيةُ والجماعية، التي اعتدنا على مُمَارستِها خارجَ المنازلِ في المساجدِ والحسينياتِ والمجالسِ العامة؛ وهذا اللونُ من العباداتِ يواجِهُ هذه السنةَ تحدياً رئيساً في ظل جائحة كورونا (كوفيد-19)، فهي سنةٌ استثنائيةٌ -نسأل اللهَ تعالى أن يكشِفَ عن الجميع السوءَ-، ولا بد لنا من الإصرارِ على الاستمرارِ في هذه العباداتِ الاجتماعية، وأن نقيمَها في حجرِنا الصحّي من منازلِنا وبين أهلينا، فلْنُقِم صلواتِ الجماعةِ مع الأهلِ في حدودِ منازلِنا، ولْنقرأِ الأدعيةَ الرمضانيةَ الرائعةَ معهم، ولْنحرصْ على عقدِ الحلقاتِ القرآنيةِ في التلاوةِ والتدبرِ بينهم، ولْنجتمعْ للاستماعِ إلى المجالسِ الحسينية، فنحوّلَ منازلَنا إلى صورةٍ مصغّرةٍ عن ذلك الواقعِ الإيماني الذي كان مجتمعُنا يعيشُه في شهرِ رمضانَ في السنواتِ السابقة.
– ثالثًا: من المهمِّ أن نخصصَ جزءًا من يومِنا الرّمضاني في بناءِ شخصياتِنا الثقافية، لنتعرّفَ على الإسلامِ في أحكامِه وتأريخِه وأخلاقِه وقيمِه ومبادئِه، وهذا يكونُ من خلالِ وضعِ الخططِ المدروسةِ لمحاولةِ زيادةِ الاستثمارِ للوقت، خصوصًا في ظلِّ الظروفِ الراهنةِ، لِنستفيدَ من الفضاءِ الإلكترونيِّ ومنصاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ في هذا البناءِ الثقافيِّ الإسلامي، فلْنحرصْ على الحضورِ الفاعلِ مع العائلةِ للبرامجِ المطروحةِ في هذه المنصات، ولْتستضف القنواتُ الهادفة المختصين لطرحِ ما تكونُ العائلة في حاجته من الثقافة الإسلامية.
– رابعًا: لِنوقظْ حسَّ المسؤوليةِ والشعورَ بالآخرين في هذا الشهرِ الكريم، فلا ننسَى اليتامى من العطاء، والفقراءَ من المساعدات، والأقاربَ من الهدايا، والزوجينِ من الاهتمام، والأبناءَ من إدخالِ السرور، لِنصلْ أرحامَنا ولْنتفقدْ أصدقاءَنا إلكترونيًا، وكلَّ من اعتادَ منا الفضلَ لأنه بالتأكيد يترقّبُه حتى في هذه السنة.
– خامسًا: بعد كلِّ ما ذُكِر أعلاه، يبقى لأرواحِنا وأجسامِنا علينا حقوقٌ ينبغي ألا نغفلَ عنها، ففي ظروفِ هذه الجائحةِ المشؤومةِ (كورونا) نحتاجُ للترويحِ عن النفسِ بالمتاحِ من الإمكانياتِ مع عدمِ استغراقِ هذا الترويحِ كلّ الوقتِ الرمضانيِّ الثمين، كما نحتاجُ للاهتمامِ بصحةِ أجسامِنا بممارسةِ الرياضةِ اليوميةِ بحسْبِ أماكنِ عيشِنا.
ختامًا: ندعو اللهَ سبحانه وتعالى أن يعجّلَ لوليِّنا الفرجَ، وأن يرزُقَنا دعاءَهُ في تلك الأيامِ والليالي المباركة، كما نرجوهُ أن يكشفَ الكُرُباتِ عن جميعِ المؤمنين والمؤمناتِ والمسلمين والمسلماتِ بل البشريةِ جمعاء، وأن يمنّ علينا برفعِ هذا الوباءِ وحفْظِ جميعِ الصالحين في هذا العالم.
{.. رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: ٢٨٦].
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الموقِّعون:
السيد علي السيد ناصر السلمان، الشيخ عبدالله النمر، الشيخ عبدالمحسن النمر، الشيخ حسين العايش، الشيخ غالب الحماد، السيد هاشم الشخص، الشيخ علي آل محسن، السيد هاشم السلمان، السيد محمد السلمان، السيد عبدالله الموسوي، الشيخ محمد الناصر، الشيخ محمد الدوخي، الشيخ محمد العبيدان، السيد محمد باقر الهاشم، الشيخ فيصل العوامي، الشيخ عبدالجليل الزاكي، الشيخ عادل بوخمسين، والشيخ حسام آل سلاط.