إيحاءات قرآنية
السيد أمير العلي
تتّخذ القوى المعارضة للتديّن الفردي أو المجتمعي من أساليب التهويل والتخويف أداة لإضعاف روحية الالتزام بالتعاليم والتشريعات الدينية، وذلك بالتركيز على ما تستلزمه من تقييد لغرائز الإنسان، وكبح لأنانيته، وتنازل عن انطلاقه غير المحدود مع شهواته المالية والجنسية وغيرها.
وهم ينطلقون من هذا الترهيب الإعلامي إلى إغراء الإنسان بتجاوز بعض هذه التعاليم، محاولين استدراجه إلى مستنقعات الفساد التي يستثمرون في صفقاتها، ويصلون إلى طموحاتهم بإشغال المجتمعات في أوهامها.
لكن في مقابل هذه النظرات المنحبسة في إطار المادّة تتسامى رحابة النظرة الإيمانية، التي ترى كمال وسعادة الإنسان في عيشه وانفتاحه على شخصيّته بأبعادها الغيبية والمادّية معاً، واضعة له هدفاً أعلى هو الرجوع إلى الله، وتأكيد العلاقة به.
لذلك فإنّ من أهمّ غايات الأحكام الشرعية والتوصيات الدينية هو التعبير عن طاعة الله بامتثالها، وهذا الهدف هو منطلق الغايات الأخرى، التي ضمنها الله تعالى لمن يستجيب لدعوته، والمتمثّلة في الوصول إلى حياة طيّبة، تحقّق للفرد والمجتمع الاطمئنان الروحي والخير المادّي.
إذن؛ نحن أمام دعوتين متقابلتين، ووعدين متنافيين، والمؤمن يتيقّن بوعد الله، فهو سبحانه؛ واسع الرحمة بخلقه، مطلق العلم بمصالحهم، لا يشرّع لهم إلّا ما يؤدّي إلى كمالهم في الدنيا والآخرة.
*( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ،*
*وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً،*
*وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).*
سورة البقرة؛ ٢٦٨