كيف يكافح الجسم كوفيد-١٩
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
ربما سمعت أن أفضل دفاع لك ضد فيروس كورونا هي غسل يديك، وممارسة التباعد الاجتماعي، وامتلاك جهاز مناعة سليم، إنه الجزء الأخير- انه الجزء الذي لا يمكنك التحكم فيه بالتأكيد- قد يجعلك تبقى متفائلًا .
يقول الخبراء أن جهاز المناعة المختل وظيفيا (الاضطراب المناعي)، هو أحد الأسباب التي أثبتت أن كوفيد-19 هو الأكثر فتكا، بكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات معينة موجودة من السابق، ولكن ليس ذلك لأن جهاز المناعة ضعيفا دائما، في بعض الأحيان الاستجابة المناعية للجسم قوية ولكنها خارجة عن السيطرة لدرجة أنه تنتهي بإماتة مرضى كوفيد-19، فما الذي يحدث بالضبط؟
تقول عالمة المناعة بيلار ألكايد Pilar Alcaide، برفسورة في كلية الطب بجامعة تافتس Tufts، إنه نظرا لأن فيروس كورونا جديد للغاية، فإننا لا نعرف تماما كيف يعمل بعد.
لكن يمكن للباحثين الاعتماد على ما يعرفونه بالفعل عن استجابة الجسم للعدوى الفيروسية، هنا، تتحدث البرفسورة عن الشيخوخة والمناعة، لماذا يمكن أن تجعل السمنة من كوفيد-19 أكثر فتكا، وستتحدث عن ردة الفعل المناعية الخطيرة التي تسمى بعاصفة السيتوكين (السيتوكين هو البروتين السكري) التي تحصد أرواح بعض مرضى فيروس كورونا.
سؤال من نشرة جامعة تافتس الآن Tufts Now: كيف يستجيب جهاز المناعة عادة للفيروس؟
جواب من البرفسورة بيلار الكايد Alcaide: الاستجابة المناعية الأولى سريعة للغاية، لديك خلايا مناعية تستشعر الفيروس كعنصر غريب، وتبدأ في صنع الكثير من الأشياء تسمى السيتوكينات لإيقاف الفيروس، بعض هذه السيتوكينات تقتل الخلايا لمنع الفيروس من التكاثر، أحد السيتوكين هو IL-1beta – الذي بالمناسبة أكتشفه شارلس دينارللو Charles Dinarello من جامعة تافتس- وهذا السيتوكين هو الذي يرفع درجة حرارتك.
الكثير من الفيروسات تموت في درجات الحرارة المرتفعة، لذا يستجيب لك الجسم بالحمى، تسمى هذه الاستجابة الأولى بالمناعة الفطرية.
لو اعتبرت الأمر كجيش، فهو خط دفاعك الأول، إذا اجتاز الفيروس خط الدفاع ذلك، فإن هذا الخط الأول فد نسق سابقا مع خط الدفاع الثاني- جهاز المناعة التكيفي [ويسمى أيضًا بجهاز المناعة المكتسب]، المناعة المكتسبة هي استجابة خاصة بشكل أكثر لهذا الغازي الخاص في محاولة التخلص منه، الخلايا البائية B تنتج أجساما مضادة، وتقوم الخلايا التائية بمساعدة الخلايا البائية على إنتاج أجسام مضادة ويمكنها أن تقتل الفيروسات نفسها، إذا سار كل شيء على ما يرام، فسوف يقوم جسمك بقتل الفيروس وسيطور بعض المناعة ضده.
س: نحن نعلم أن كبار السن هم أكثر عرضة للموت بسبب فيروس كورونا، ويرجع ذلك جزئيا إلى جهازهم المناعي، ماذا يحدث؟
ج: الناس الذين يدرسون الشيخوخة يعرفون هذه الظاهرة بأنها تشيخ المناعة، ومع تقدمك في العمر، كل من خلايا المناعة الفطرية والمكتسبة لا تكون فعالة بذلك المستوى لتجميع (مراكمة) استجابة كافية للعدوى، في الخلايا المناعية الفطرية، المسارات التي تنتج السيتوكينات لا تعمل بشكل صحيح.
وتستغرق وقتا أطول لإنتاج السيتوكينات، وبحلول ذلك الوقت ربما يكون مسبب المرض قد غزا بالفعل خلايا أخرى.
في الوقت نفسه، لا تتواصل الخلايا المناعية الفطرية أيضا مع الخلايا المناعية المكتسبة بالشكل الجيد لبناء خط الدفاع الثاني، شيء آخر مهم هو أن الخلايا المناعية كلها مشتقة من الخلايا الجذعية في النخاع العظمي، ومع تقدمك في العمر، لا يحتوي نخاع عظمك إلا على كمية أصغر من تلك الخلايا لتعتمد عليها، وذلك يؤثر على عدد الخلايا المناعية التي أنت تنتجها.
س: يعاني بعض الأشخاص المصابين بـكوفيد-19 من استجابة مناعية خطيرة تسمى عاصفة السيتوكين، ما هذه؟
ج: يحتاج الجهاز المناعي الفعال إلى خلايا مناعية مستفعلة، لمحاربة العدوى الأولية، ولكنك تحتاج أيضا إلى خلايا مناعية مثبطة لإيقاف هذه الدفاعات، هذا ما يمنع الناس من الإصابة بالحمى المستمرة التي تبلغ 105 درجة فرهنهايت (حوالي 40.6 درجة مئوية).
تبدأ الحمى على ارتفاع ثم تنخفض لأن جهازك المناعي يلطفها/ يخففها، بحسب كمية الفيروسات التي لا تزال عندك.
ينبغي أن يكون لديك توازن بين الخلايا المستفعلة والخلايا المثبطة، وليس لدى كبار السن دائما هذا التوازن، في عاصفة السيتوكين، يعتقد جهاز المناعة أنه يحتاج إلى إنتاج المزيد والمزيد من هذه السيتوكينات، على الرغم من أنها ليست كافية لإيقاف الفيروس، إنها حلقة تغذية مرتجعة feedback لا تتوقف.
الفيروس يقول لجهازك المناعي، “يمكنك قتلي، لكن قم بإنتاج المزيد والمزيد والمزيد من هذه السيتوكينات”.
ثم، إذا توقفت المكابح عن العمل لأن الخلايا المثبطة لم تستلم رسالتها، فقد يتلف أي عضو قابل للإصابة (ضعيف)، عند هذه النقطة، قد لا يكون الفيروس فقط في الجهاز التنفسي العلوي ولكن في الرئتين أو القلب، إذن لديك سيل من الخلايا المناعية تتدفق إلى تلك الأماكن.
بعض هذه الخلايا المناعية تسمى الخلايا التائية السامة للخلايا cytotoxic، لأنها تفرز مركبات سامة تهدف إلى قتل الفيروس.
ولكن إذا أفرزتها في مكان لا ينبغي أن تفرزها فيه، فإنها إذن ستتلف تلك الأعضاء، وهذا ما يميت بعض الناس، إذا لم تتمكن من كبح جماح جهازك المناعي، فقد ينتهي بقتلك.
س: يبدو أن فيروس كورونا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة، وهو أمر منطقي، ولكن أيضا للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الذين يعانون من مرض السكري، كيف تؤثر وجود هذه الحالات عندك على استجابتك المناعية للفيروس؟
ج: ترتبط السمنة والسكري ارتباطا وثيقا بجهاز المناعة المختل وظيفيا، لو نظرت إلى دهون شخص مصاب بالسمنة أو داء السكري من النوع 2.
فستجد خزانا من الخلايا التائية التي تنتج أطنانا من هذه السيتوكينات، هذا هو السبب في أنهم معرضون لخطر متزايد- معظمهم لديهم مستويات عليا من السيتوكينات الالتهابية، حقيقة أن لديهم بالفعل خط أساس عال [من الدهون] يعني أنه قد لا يكون لديهم وظيفة مثبطة لإيقاف هذا الالتهاب إذا لزم الأمر.
لذلك إذا حصلوا على جرعة إضافية، فسيكون من الصعب ايقافها، هم بالفعل في مستوى أقرب إلى هذه العاصفة الخليوية.