نسف المساعي التخريبية
جواد المعراج
عملية محاربة أهل العلم تختلف على حسب اختلاف التوجهات والقناعات بين مختلف المجتمعات البشرية، فهناك فئة من البشر تقدر أهل العلم وتقر بوجودهم في الساحة الاجتماعية، والثقافية، والفكرية، وتحترم الاختلافات، والأفكار والآراء الصادرة منها، ومن جهة أخرى هناك فئة من الناس تلجأ إلى أستخدام مختلف الطرق والأساليب التخريبية التي تساعدها على توسيع فجوة المعركة في البيئة الاجتماعية، وذلك من أجل إشعال نار الانتقام والخصومة والمعركة ضد أهل العلم، بهدف نسف جهودهم الساعية إلى نشر المعرفة، والوعي، والعلم.
يلجأ أصحاب المساعي التخريبية إلى محاربة أهل العلم على الدوام، نظرا لما يمثله العلم من فرصة لتقليص فجوة التخريب في البيئة الاجتماعية وكشف الكثير من الحقائق والمعلومات، وإعطاء الفرصة للشخصيات العلمية الأخرى للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ووجهات نظرهم التي لها هدف في تقديم المساعدة والعون ومشاركة أفراد المجتمع في تصحيح أخطائهم وأوضاعهم، دون اللجوء إلى تكريس ثقافة العداوة والبغضاء التي لا تعزز روح التعاون والتكافل، بالإضافة إلى ذلك أن تعزيز ثقافة الاتهام والتشكيك تعتبر طريقة مثالية لزرع الفتنة والحقد والكراهية في النفوس، لأنها تجعل الأطراف الأخرى تشكك في النوايا الصادقة الخاصة بأهل العلم.
ومن أسباب محاربة أهل العلم هي سعي البعض ممن يريدون تقديم مصالحهم الشخصية قبال مصالح المجتمع لتغييب الشخصيات العلمية وطمس دورها لإبقاء المجتمعات في تخلف وإنحطاط أخلاقي مثلما نراه من قبل البعض بتسقيط العلماء كافة بحجج واهنة و تعممية، وأما البعض فإن هدفه البروز في وسائل التواصل الاجتماعي رغم فقره المعرفي ولا تتم شهرته إلا بتسقيط العلماء، وتوجد هناك شرائح اجتماعية تحسب إنها تحسن صنعاً بمحاربة بعض أهل العلم، بسبب أنهم خالفوهم من ناحية الفكرة والرأي ووجهات النظر التي طرحوها في المجتمع.
محاولة البحث عن الحلول والطرق المناسبة للحصول على تأييد شعبي من قبل أفراد المجتمع يتطلب تقريب وجهات النظر والاعتماد على دراسة الوضع من جميع الزوايا، والكثير من العمل والجهد، وعدم الانشغال بالماضي والسجل التاريخي السابق، وخصوصا أن بعض الفئات الاجتماعية تراقب الأقوال والتصرفات الصادرة من الشخصيات العلمية النشطة والبارزة بشكل دائم في المجتمع، بهدف محاولة الاصطياد في الماء العكر، وذلك من أجل محاولة كسر إرادتها، وتسديد الضربة القاضية للقضاء عليها في الساحة الفكرية والثقافية والاجتماعية.
إن المخططات الخاصة بأصحاب المساعي التخريبية تكون أثارها مؤقتة في البيئة الاجتماعية، نظرا لوجود شخصيات تسيطر على الرأي العام، وكذلك مع وجود ضغوطات اجتماعية رافضة للممارسات التي لها أثار تدميرية على البيئة الاجتماعية، وخصوصا أن هناك شخصيات لديها نفوذ اجتماعي وقواعد شعبية، مما يتم سد الطريق أمام أصحاب المساعي التخريبية التي تحاول أن تحصل على تأييد شعبي، وتنسف الجهود الساعية إلى صناعة الوعي بين أفراد المجتمع.