رسالة ثناء وإطراء للزوجة/للزوج في زمن الجائحة
أمير الصالح
يثابر الطالب الجامعي ليحصل على معدل تراكمي مميز يمنحه فرص أكبر للاستقطاب والتوظيف من قبل كبرى الشركات العالمية والمحلية. يجذب حسن معدله الدراسي الثناء
والإطراء له من مسجل الجامعة الأكاديمي، فضلاً عن أن المعدل التراكمي العالي يزيد من إمكانية ترشيح للطالب للحصول على منح الدراسات العليا. إلا أن خطاب شكر واحد يوجه لولي أمره، يجعل رصيد الطالب العاطفي والنفسي أكبر مما قد يتخيله الكثير من الناس.
يكدح كل موظف جاد ومثابر على مدى سنوات متعاقبة، ويتطلع إلى تحسين تقييمه السنوي بشكل مستمر ليحظى بفرصة أكبر للترقية وتحسين دخله المالي
وزيادة رقعة تأثيره ونفوذه وقيمته في المحافل الصناعية أو التجارية والاجتماعية. إلا أن كلمة مدرائه وخطاب ثناء وإطراء في محفل عام للشركة وأمام الموظفين الآخرين يجعل من ذلك الموظف في حالة امتنان مستمر، ويبذل جهود مضاعفة حفاظاً على سجله النظيف المشاد به.
في الحياة الزوجية، الكثير من الأزواج الموظفين يغفلون عن إعطاء خطابات ثناء وشكر لزوجاتهم في حفل ووجود أولياء أمورهن، ويكتفي البعض منهم بكلمات عابرة أو هدايا خاطفة دون الاجتهاد لحفر تلك اللحظات في ذاكرة الزوجة أمام أعضاء الأسرة والمحيط الأسري. حتما زراعة حدث الثناء
والشكر في تجمع أسري يولد شعور كبير بالفرح
والاعتزاز والامتنان والنجاح في حياة الزوجة، والعكس صحيح.
من منطلق فكرة إبراز الثناء والإطراء، بادرت شخصياً بإطلاق خطاب شكر وثناء موجه لوالد زوجتي ووالدتها عبرت فيه عن الثناء لابنتهم
وعرجت فيه على حسن زراعة روح المسؤولية في جنبات ابنتهم، زوجتي، وقد تجلت تلك الروح في زمن جائحة كورونا بشكل أكبر. وكان من ضمن ما أوردته في خطاب الثناء والإشادة بتصرف :” أعلم علم اليقين بأن الإنسان عندما يريد أن يقترن بشريكة حياته، فإنه يبحث عن كمال الصفات في الطرف المقابل، وفي كل شي يتعلق به من سلوك
وذكاء وإدارة ومستوى دراسي و…و …إلخ. ولم ولن يبلغ أيا منهم حد الكمال بكل مفرداته. ومن نعم الله على عبده هو تفهم الإنسان لتلك الحقيقة واستيعابها منذ بداية مشواره في تكوين الأسرة، والعمل في إطار تلك القناعة، بعد بذل الجهد في البحث والجد عند انتقاء شريكة الحياة. ومن جميل نتاج العمل بتلك الحقيقة هو البحث عن الجوانب المضيئة
والمشرقة في سلوكيات شريكة حياته، والتغافل عن الهفوات البسيطة والمشاركة معاً في سد النقصان وترميم الفجوات حيثما برزت. الحمد لله لقد كان لي ولابنتكم وعبر عدة عقود علاقة أسرية واعية ملؤها الحب والاحترام والمودة والتوقير والاعتزاز والمساندة.
وعلى ضوء تلك المقدمة البسيطة، لعل من الواجب الأخلاقي الإشارة والإشادة لجميل أخلاق زوجتي (ابنتكم) ولمن ساهم في صنع هذه الدرة المصونة. وأتقدم لك أيها العم الفاضل
والعمة بوافر الشكر لجميل تربيتكما، وحسن زرع روح المسؤولية
وجذوة السند في زوجتي.
بحمد الله منذ بداية إطلالة الجائحة، أورقت روح المسؤولية بشكل أكبر، وأبرزت روح التفاني بشكل أفضل بيننا من أجل خلق أجواء أسرية بناءة وهادئة وبعيدة عن أي أمور تعكر الصفو. بوركتم، وبوركت ابنتكم، و شكراً لك ولوالدتها.
نسخة طبق الأصل: للزوجةالغالية. ”
لعل محتوى الرسالة بسيط، ولكنه محاولة معبرة تشيع أجواء الامتنان والمودة.
وأتقدم بطرح هذا النموذج للأزواج حيث يمكن إعادة صياغته بما يتلائم مع المفردات اللغوية لكل شخص بطريقتة المختلفة، إلا أن الهدف واحد وهو شيوع الاستقرار والحب والمودة.
زراعة شجرة الحب والمودة تحتاج إلى مبادرات عديدة ومستمرة، ومنها استمطار الكلمات الطيبة، والإطراء المتزن، ورفع الروح المعنوية والثناء، والإيجابية والدعوات الخيرة، والهدايا المتنوعة البسيطة والمعبرة.
فلا تخجل من تبني خطاب الشكر من كل من يعيش حولك لخلق وضع أجمل وإن قلت الموارد وطال الحجر المنزلي، فإن الحرمان أقل منه.