يسّروا ولا تعسّروا!!
أمير بوخمسين
جميل أن يخطو الإنسان خطواته في هذه الحياة بعيداً عن التكلّف والتعقيد، فما أجمل التيسير والسهولة، وما أقبح التشدّد والغلظة.. ففي الحديث ” يسّروا ولا تعسّروا” “يسِّروا” يعني: اسلكوا ما فيه اليسر والسهولة، سواء كان فيما يتعلق بأعمالكم، أو معاملاتكم مع غيركم، ولهذا كان النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – من هدْيه أنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا، كان أبعد الناس عنه. فأنت اختَر الأيسر لك في كل أحوالك سواء العبادات أو المعاملات مع الناس. لأن اليسر هو الذي يريده الله – عز وجل – منا، ويريده بنا، ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، فمثلًا: إذا كان لك طريقان إلى المسجد، أحدهما صعبٌ فيه حصًى وأحجار وأشواك، والثاني سهل، فالأفضل أن تَسلك الأسهل، وإذا كان يمكن أن تحجَّ على سيارة، أو تحج على بعيرٍ، والسيارة أسهل؛ فالحج على السيارة أفضل. أما إذا كان فعل العبادة لا يتأتَّى إلا بمشقة، وهذه المشقة لا تسقطها عنك، ففعَلتها على مشقة، فهذا أجر يزاد لك، ويُكفّر به الخطايا، لكن كون الإنسان يذهب إلى الأصعب مع إمكان الأسهل، فهذا خلاف الأفضل، فالأفضل إتباع الأسهل في كلِّ شيءٍ. ولكن للأسف نجدا أفرادا في المجتمع (وهم قلّة) أهملوا هذا المعنى دينياً عدا عن كونه أخلاقياً وحضارياً. أصبح البعض منا يهوي العسر في سلوكه وتعامله، يسلك مسلك التعقيد والتكلّف، والتعامل مع الأمور بصورة تصل إلى مرحلة الوسواس في عبادته وقناعاته، وهذا ما نهى عنه ديننا الحنيف السمح.. أما لماذا؟ فهل يدل على القوة؟ أم هو دليل على البغض والكراهية؟ أم دليل على ضعف شخصيته في المجتمع؟ وبالتالي من أجل إثبات الوجود وفرض شخصيته المميزّة بممارسة هذا السلوك، وإظهار ذلك من خلال ممارساته الفضَة البعيدة عن التسهيل والتيسير، حتى أصبح التعقيد ملازما له حتى في تعامله، هذه الخصلة يجب علينا نبذها في مجتمعنا كي نكون أمة سمحة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الخطوات التالية:
1- نشر ثقافة التيسير والتسهيل في الممارسات العبادية والطقوس الدينية.
2- تدريب أنفسنا على التعامل الحسن والبشاشة كإطلالة دائمة على محيانا
3- التنبيه والدعوة للابتعاد عن المغالاة في كل شؤون حياتنا الدينية والاجتماعية.
4- إعطاء الأولوية للواجبات الدينية والاجتماعية في حياتنا اليومية، بأن لا نعقّد الأمور في ممارساتنا وإنما التخفيف على الآخرين. فالتيسير على النفس في مزاولة الأعمال وسلوك هذا العمل الذي يحصُل به المقصود أمر محبوب، فلا تُتعب نفسك في أعمال أخرى أكثر من اللازم وأنت لست بحاجة لها، بل أفعَل ما هو أسهل في كل شيء، وهذه قاعدة أن اتِّباع الأسهل والأيسر هو الأرْفق بالنفس والأفضل عند الله.