السيد السلمان والشيخ العبيدان يكشفان لصحيفة بشائر قصة صلاة العيد في زمن الكورونا
مهدي المبروك: الدمام
يقيم المسلمون قاطبة صلاة العيد في صباح غرة شهر شوال، شكراً لله تعالى، ولكن عيد الفطر في هذا العام مختلف بسبب جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المصاحبة، والتي على أثرها تم منع الصلاة في المساجد.
هذا الإشكال طرحته صحيفة بشائر على سماحة العلامة السيد هاشم السلمان، أمين عام الحوزة العلمية بالأحساء وإمام جامع آل الرسول بالمبرز، حول حكم إقامة صلاة العيد في زمن غيبة الإمام صاحب الزمان -عجل الله تعالى فرجه- فأجاب سماحته: “اتفق فقهاء عصرنا على استحبابها فرادى، واختلفوا في استحبابها جماعة. فذهب الأغلب إلى استحبابها جماعة كالسيدين الخوئي والسيستاني وغيرهما واحتاط السيدان الخميني والخامنئي بعدم اتيانها جماعة إلا برجاء المطلوبية ويمكن الرجوع في الاستحباب إلى السيد السيستاني” ووقتها من بعد طلوع شمس يوم العيد إلى الزوال والأفضل أن يؤتى بها عند الضحى.
وأوضح لنا سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان إمام جامع الشهداء في القديح، وأحد أساتذة حوزتها العلمية طريقة إقامة صلاة العيد في المنزل فقال: “يتفق جميع الفقهاء على أنها ركعتان، يكبر فيها المصلي خمس تكبيرات في الركعة الأولى بعد القراءة ، وأربع تكبيرات في الركعة الثانية” وفي كل ركعة “يقرأ المصلي في الركعة الأولى بعد الفاتحة أي سورة شاء. ويكبر في الركعة الأولى بعد القراءة خمس تكبيرات، وفِي الركعة الثانية بعد القراءة أربع تكبيرات. ويقنت بعد كل تكبيرة، فيكون عدد القنوتات خمسة في الركعة الأولى، وأربعة في الركعة الثانية” وأشار إلى مخالفة السيد السيستاني لمشهور الفقهاء في عدد القنوتات حيث يكتفي بـ “أربعة قنوتات في الركعة الأولى وثلاثة في الركعة الثانية” ولكن تفاديا لهذا الاختلاف “يمكن للمكلف الاتيان بالقنوت الخامس في الركعة الأولى والقنوت الرابع في الركعة الثانية من باب رجاء المطلوبية ولا يضر ذلك بصحة الصلاة”
وتابع السيد السلمان توضيح حيثيات خطبتي صلاة العيد بقوله: “يأتي بخطبتين بعد الصلاة وأما كيفيتها فإنه يقوم على قدميه عند القدرة ويخطب ويأتي فيها بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على محمد وآله والايصاء بالتقوى والاستغفار ويقرأ سورة خفيفة ثم يجلس جلسة خفيفة” وأما في الخطبة الثانية: “يقوم ويأتي بنفس الخطبة” وأحال سماحة السيد إلى كتاب مفاتيح الجنان للتبرك بقراءة خطبة أمير المؤمنين -عليه السلام- المروية عنه في يوم العيد.
وفي السياق ذاته، حرص الشيخ العبيدان على ضرورة إقامة هذه الشعيرة المباركة وعدم التفريط فيها هذه السنة بحجة إغلاق المساجد والجوامع، فهي مشروعة جماعة وفرادى وأردف قائلا: “ربما يتحرج البعض من الخطبتين فيمكنه الاكتفاء بما ورد عن أمير المؤمنين -عليه السلام- في نهج البلاغة في خطبة العيد” أو “أن يستفيد من بعض الكتب الأخلاقية المشتملة على بعض الروايات، فيقرأ على الأبناء مثلاً روايتين أو أكثر في الحث على بر الوالدين والحث على صلة الرحم والحث على عمل الخير” كما يمكن له أيضا كخيار ثالث “الاكتفاء بتوجيه النصيحة للأبناء وحثهم على الحفاظ على المكتسبات التي حصلت لهم خلال شهر رمضان المبارك” وفي أقل التقادير لا بأس لرب الأسرة “أن يجعل إحدى الخطبتين بيان مسألة شرعية ولو كيفية الوضوء والتي تعد من مسؤولياته التربوية” وأكد السلمان والعبيدان على أن الخطبتين مشروعتان في حال إقامة الصلاة جماعة ويحتاط السيدان السيستاني والحكيم في وجوبهما بينما يفتي المرجعان الوحيد الخراساني والشبيري الزنجاني باستحبابهما.
ولفت السيد السلمان إلى عدم جواز تأخير إخراج زكاة الفطرة عن صلاة العيد فـ “يلزم اخراجها وتسليمها الفقير أو عزلها قبل أداء صلاة العيد سواء جماعة أو فرادى”. وشدد سماحته على “التقيد بالتوصيات الصحية والرسمية في ظل أجواء جائحة الكورونا في لزوم التباعد الاجتماعي وعدم الاجتماعات سائلين العلي القدير أن يجعل هذا العيد عيدا سعيدا على عموم المسلمين ويدفع عنهم البلاء والوباء”.
ودعا السيد السلمان إلى التأدب بآداب العيد الإسلامية قائلا: “إن يوم العيد هو مناسبة عبادية وروحانية أكثر من كونها مناسبة اجتماعية وفرح ومرح لهذا ينبغي اغتنام هذه المناسبة بإبراز الشكر لله على توفيقه لأداء الصيام. وأداء ماورد في ليلة العيد ويومه من المستحبات والآداب والمهم هو التورع عن محارم الله وتذكر ما روي عن الإمام علي -عليه السلام- حيث قال: (كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد)”
جدير بالذكر أن الشيخ العبيدان، حث المؤمنين مرارا منذ بدايات الحجر المنزلي على ضرورة إقامة كل رب الأسرة -تجتمع فيه الشرائط- لصلاة الجماعة بأفراد أسرته في المنزل حفاظا على الأجواء الإيمانية والتربية الروحية والأجر العظيم.