الستاتينات تضور السرطان جوعاً حتى الموت
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
أكثر من 35 مليون أمريكي يتناولون أدوية الستاتين يومياً لخفض مستويات الكوليسترول في الدم.
الآن، في تجارب على الخلايا البشرية في المختبر، باحثون في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins Medicine أضافوا إلى الأدلة المتزايدة على أن الستاتينات المنتشرة (المستخدمة) في كل مكان قد تقتل الخلايا السرطانية، وقد كشفوا عن قرائن عن كيف تفعل ذلك.
قال الباحثون إن النتائج تعزز الأدلة السابقة في أن الستاتينات قد تكون ذات قيمة، في مكافحة بعض أشكال السرطان.
في دراسات غير ذات صلة، درس باحثون آخرون من جامعة جونز هوبكنز كيف أن الستاتينات قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا العدواني
يقول بيتر: “كانت هناك مؤشرات متعلقة بعلم الأوبئة على أن الأشخاص الذين يتناولون الستاتينات على المدى الطويل، لديهم سرطانات أقل وأخف عدوانية، وأن الستاتينات يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية في المختبر.
لكن بحثنا لم يكن مصمما في البداية للتحقيق في الأسباب البيولوجية المحتملة لهذه المشاهدات”.
كما قال الدكتور بيتر ديڤريوتس Devreotes وإسحاق موريس وأستاذة علم الأحياء الخليوي لوسيل إليزابيث هاي Lucille Elizabeth Hay،
نشرت نتائج البحث الجديد في 12 فبراير 2020 في مجلة PANAS, وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
بدأ ديڤريوتس Devreotes وفريقه الدراسة الجديدة بمسح غير منحاز، لحوالي 2500 دواء معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية(FDA).
لمعرفة أي منها له أفضل معدل في القضاء على الخلايا المعدلة وراثيا، ليكون لها طفرة في جين السرطان المسمى PTEN. كودات (تشفيرات) جبنات الإنزيم التي تثبط نمو الورم، من بين الآلاف من الأدوية، ظهرت الستاتينات وخاصة ال بيتاڤاستاتين pitavastatin كمنافس رئيسي في القدرة على قتل السرطان.
معظم الأدوية الأخرى لم يكن لها تأثير أو قتلت الخلايا الطبيعية والمهندسة وراثياً بنفس المعدل.
تركيزات ال بيتافاستاتين المتساوية تسببت في موت الخلايا في جميع الخلايا المهندسة وراثيا تقريبا، ولكن معها عدد قليل جدا من الخلايا الطبيعية،
ثم نظر ديڤريوتس Devreotes وفريقه في المسارات الجزيئية التي من المحتمل أن تؤثر عليها الستاتينات.
من المعروف جيدا، على سبيل المثال، أن الستاتينات تمنع إنزيمات الكبد من انتاج الكوليسترول، ولكن الدواء يمنع أيضا تكوين جزيء صغير يسمى غيرانيلغيرانيل بايروفوسفيت geranylgeranyl pyrophosphate ، أو GGPP .
المسؤول عن ربط البروتينات الخليوية بالأغشية الخلويية،
عندما أضاف الباحثون ال بيتاڤاستاتين و GGPP إلى خلايا السرطان البشرية بجين سرطان المسمى PTEN الذي حدثت له طفرة، وجد الباحثون أن GGPP منع تأثيرالستاتين على قتل الخلايا السرطانية ونجحت في البقاء حية، مما يشير إلى أن GGPP قد يكون مكونا أساسيا لبقاء الخلايا السرطانية.
بعد ذلك، نظر الباحثون في الخلايا المهندسة وراثيا لإزالة الأنزيم المنتج لل GGPP تحت الميكروسكوب، رأى ديڤريوتس Devreotes وفريقه أنه عندما بدأت الخلايا في الموت.
توقفت عن الحركة، في الظروف العادية الخلايا السرطانية هي حزمة من طاقة حركية، وتستهلك كميات هائلة من العناصر الغذائية لتبقي على نموها بلا رقيب ولا حسيب، هذه الخلايا السرطانية تحتفظ بهذه السرعة الخارقة من خلال خلق نتوءات شبيهة بالقشة [يسمونه محليا ب المزاز straw) من سطحها لترتشف العناصر الغذائية من البيئة المحيطة بها.
مشتبهين في أن الخلايا السرطانية الساكنة (غير المتحركة) كانت حرفيا “تتضور جوعا حتى الموت”.
كما يقول ديڤريوتس Devreotes ،قام العلماء بعد ذلك بقياس استهلاك الخلايا المعالجة بالستاتينات عن طريق إضافة علامة فلورسنية (متوهجة) إلى البروتينات في بيئة الخلايا،
توهجت الخلايا البشرية العادية بشكل زاهي بالعلامة الفلورسنية، مما يشير إلى أن هذه الخلايا استهلكت البروتين من محيطها سواء أضاف العلماء الستاتينات إلى مزيج العناصر الغذائية، والخلايا أم لم يضيفوها.
ومع ذلك، فإن خلايا السرطان البشرية التي لها طفرة في جين سرطان ال PTEN لم تأخذ أي بروتينات متوهجة تقريبا، بعد أن أضاف الباحثون الستاتينات.
عدم قدرة الخلايا السرطانية المعالجة بالستاتين على إنتاج النتوءات المطلوبة لإرتشاف البروتينات، أدى إلى تضورها جوعا حتى الموت،
يقول ديڤريوتس Devreotes أن فريقه يخطط لإجراء مزيد من الأبحاث حول آثار الستاتينات في الأشخاص المصابين بالسرطان والمركبات الحاصرة للGGPP.
ومن بين الباحثين الآخرين المشاركين في هذه الدراسة باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز. وهواكينج كاي Huaqing Cai من الأكاديمية الصينية للعلوم.