بيان الدكتور حجي الزويد في ختام أيام العزاء لابنته غفران
رباب النمر: الأحساء
بعد أيام العزاء الثلاثة التي ضجت خلالها برامج التواصل الاجتماعي، ولا سيما قروبات التعزية بسيل لا ينقطع من رسائل العزاء والمواساة الموجهة للدكتور حجي الزويد الذي وافت المنية كريمته (غفران) تغمدها الله بواسع رحمته، وأسكنها فسيح جنته.
أصدر الدكتور الزويد بياناً للمعزين كافة، ولبعض الشخصيات خاصة، ولا سيما الدكتور زكي بو صبيح الذي قدم إلى روح الشابة (غفران) مشروع كفالة أيتام، لافتاً في بدايتة بالآتي:
(أتقدم بخالص آيات الشكر وأعمق آيات الدعاء: للأخ العزيز الدكتور زكي بوصبيح ومن معه من المؤمنين الذين قدموا المشروع الإنساني الضخم لكفالة كل الأيتام بالأحساء، بحيث لم يبقَ يتيم بالأحساء إلا وتمت كفالته؛ وقد قدموا ثواب هذا المشروع الإنساني العظيم بتكلفته المالية الضخمة والجهود التي أدت إلى نجاحه طوال فترة زمنية ليست بالقصيرة إلى روح ابنتنا الشابة غفران، وهو هدية منهم. ولا يمكن وصف عظمتها، ولا تقدر بثمن، وعظمة ثوابها وميزانها عند الله سبحانه وتعالى).
ولفت أن رسالة الدكتور زكي بوصبيح، جاءت بكامل ثواب العمل إلى روح الشابة غفران حجي الزويد.
وتابع: (أتقدم بالشكر الخالص والخاص لسماحة الشيخ جاسم الخميس لما قدمه من جوانب معنوية عالية القدر خلال الثلاثة الأيام الأولى من رحيل الفقيدة).
وأضاف: (أشكر أطباء الحليلة و طبيباتها الذين أسموا الملتقى الذي يضمهم باسم: ملتقى غفران لأطباء الحليلة؛ تخليدا لذكراها، خاصة مع وجود رغبة لديها أن تكون طبيبة.
وأردف: (شكر خاص للأخ العزيز علي السماعيل لما قام به من تسهيلات كثيرة لعملية تشييع الفقيدة، ولأستاذة علوم القرآن، الفاضلة نداء الأحمد، أم رضا، لما قامت به من سلسلة إضاءات حول الفقيدة الغالية غفران).
وقال: (أشكر كل المؤمنات الفاضلات والمؤمنين الفضلاء، الذين قدموا لها عشرات الختمات القرآنية، وجعلوا غفران من ضمن المشمولات يومياً في أدعيتهم وفي صلاة الليل، و الأعمال العبادية الأخرى).
وذكر الزويد في بيانه حول التجليات في حياة ابنته غفران، مشيراً إلى بعض النقاط الهامة:
-غفران لا تشكو من أي أمراض صحية أو نفسية، وليست لديها أي نوع من المشاكل داخل الأسرة أو خارج دائرة الأسرة، ومن يتابع ما قيل عنها، ومساحة الحب الضخمة التي تمتلكها في قلوب من عرفها ومن سمع بها يدرك ذلك.
-غفران كانت متألقة علميا، وغزيرة المعلومات ثقافيا، وقوية الإيمان دينيا، وواسعة العطاء اجتماعيا، وذات قلم أدبي متألق، وأيضا ذات خط فني جميل، وذات عقلية كبيرة راجحة تفوق عمرها الزمني بمراحل.
-شاركتنا فرحة العيد يوم العيد وليلة رحيلها، وكانت مسرورة غاية السرور بذلك، حيث عبرت في حسابها، أنه من أجمل الأعياد التي مرت عليها.
-في نهاية رحلة مع الله سبحانه وتعالى في أجواء شهر رمضان النورانية وما فيها من تلاوة للقرآن وللأدعية والمناجاة واللقاء الأعظم مع الله سبحانه وتعالى في ليالي القدر، وبعد أن استلمت غفران جائزتها من خالقها يوم العيد، أراد الله أن يختارها إلى جواره في نهاية رحلة النور.
وعن رحيل غفران قال:(كان سببه سكتة قلبية مفاجئة، ولم يكن لدى غفران أي مقدمات لوجود أي نوع من الأسباب التي تؤدي لحدوث السكتة القلبية المفاجئة).
وشرح د. الزويد دواعي حزنه واستمراره في الكتابة حول غفران بقوله:(إن الحزن على رحيل إنسان مثل غفران منسجم مع الفطرة، ولا يتعارض مع توجيهات الإسلام، فلقد حزن سيد الخلق صلى الله عليه وآله على ابنه إبراهيم، وإنما المنهي عنه هو الجزع والاعتراض على الإراداة الإلهية).
وتابع:(أنا لدي إيمان قوي بالله و بحكمته ، وتسليم كامل لله سبحانه وتعالى، وليس لدي أي اعتراض أبدا على رحيل غفران؛ بل قد أرى نفسي في بعض الاحيان أنانيا، لو أتيح لي الخيار في عودة غفران إلى الحياة ووافقت، لأنني سأنقلها من عالم متسع إلى عالم ضيق).
وأكمل: (غفران الآن تنعم في روضات الجنان، فإن معرفتي القريبة جدا بسجل غفران الإيماني المشرق، ويقيني القوي بعظمة كرم الله سبحانه وتعالى، وقوة حسن ظني بالله سبحانه وتعالى، يجعلني أصل لدرجة الإيمان واليقين بأن قبر غفران الآن روضة من روضات الجنان، وهي أيضا لو قيل لها هل ستوافقين للعودة إلى أهلك،فلن توافق، بالرغم من أنها كانت مدللة بيننا، وتعيش قمة السعادة الأسرية، والجميع يحبها من البيت وخارجه).
وأشار أن العيش في عالم الآخرة هو حلم عند غفران كانت تسعى لتحقيقه ضمن الشروط التي تراها ضمن رضا الله سبحانه وتعالى.
وبيّن، أن رحيلها كان نتيجة، لمن يعرف تعلقها بالله وشوقها إليه واللذة العميقة التي كانت لديها في مناجاته، وكما يبدو كان هناك طلب ملح منها على الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك أن يحقق لها هذا الحلم الذي ترى فيه سعادتها، فحقق لها ما أرادت، فقد قرأت دعاء الجوشن الكبير ثلاث مرات، والجوشن الصغير خمس مرات في شهر رمضان، وقراءة أي منهما ثلاث مرات من الضمانات لدخول الجنة، كما في الروايات الشريفة، مضافاً إلى ذلك سجلها الإيماني الحافل بالكثير من الإشراقات الإيمانية، التي تجعلها في مصاف السالكين العرفاء.
وقال: (اتخذت غفران هذا الدعاء الشريف شعارا لها: اللَّهُمَّ ارزُقني التَّجافي عَن دارِ الغُرورِ، وَالإنابَةَ إلى دارِ الخُلودِ وَالاستِعدادِ لِلمَوتِ قَبلَ حُلولِ الفَوتِ، مع أنها موجودة في بيئة تحتضنها بكل جوانب الحب).
من جهته، أوضح الزويد أن كتاباته حول غفران ستتواصل دون توقف، وهذا من الواجب الإنساني للأحياء تجاه من فقدوا، لبيان الجوانب الإيجابية لدى هؤلاء الراحلين، وهذا من معاني الوفاء، وتركه من علامات الجفاء.
كما أكد أن استمرار كتاباته حول غفران لا تعني أنه يعيش جزعا، أو أنه يعيش ضعفا نفسيا تجاه ما حدث، بل هي تعبير عن الحب، و تجسيد لصورة الوفاء من أب تجاه ابنة مثالية تعيش أجمل معاني الكمال المتنوعة).
وقدم الزويد شكراً خاصاً لبعض الشخصيات، والصحف ، والمؤسسات الرسمية، والجمعيات، جاء فيه:
(باسمي وباسم جميع أفراد أسرتي وجميع إخواني، وجميع أسرة الزويد والملاك، ذ أشكر كل الذين تواصلوا معنا بمختلف وسائل التواصل، من مختلف مناطق المملكة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وبعض دول الخليج في التعزية بابنتنا الغالية النجمة المتألقة علميا و ذإيمانيا واجتماعيا، غفران).
وتابع: (شكر خاص لأعضاء ملتقى القراء، للإنتاج الفني الذي عملوه حول التعزية بالفقيدة الشابة غفران، وللشعراء الذين جادت قرائحهم الشعرية في التعبير بهذا المصاب وهم: الدكتور الأستاذ علي البراهيم، الأستاذة الشاعرة تهاني الصبيح، الأديبة الشاعرة رباب حسين النمر، المعلمة هاشمية اليوسف، الأستاذ الأديب أمير المحمد صالح ،الشاعر السيد نجيب الهاشم، الشاعر السيد عادل الحسين، الأستاذ الشاعر هشام السناوي، الأستاذ الشاعر وليد واصل الهاشم، الشاعر محمد إبراهيم الزويد).
وفي ذات السياق، قال:( أتقدم بالشكر الوافر للصحف الإلكترونية التي قدمت تعازي في وفاة الشابة غفران، وهي: صحيفة بشائر، صحيفة الوطن نيوز، صحيفة جواثا، صحيفة مباشر، صحيفة كل الصحف، صحيفة آفاق، صحيفة غرب، صحيفة الأحساء نيوز، صحيفة أصداء الخليج، صحيفة الجفر نيوز، صحيفة أركان، صحيفة الحدث).
كما أعرب عن شكره للمؤسسات الحكومية التي تقدمت بالتعزية وهي مديرية الشؤون الصحية بالأحساء، وإدارة ومستشفى الولادة والأطفال بالأحساء.
وتابع: (أتقدم بخالص آيات الشكر لجمعية الحليلة الخيرية، ولجنة المتابعة الأهلية بالحليلة، وتطبيق مدينة الحليلة، ومناسبات الحليلة، و جميع الملتقيات على الواتس آب والتوتير والفيس بوك وغيرها.
ونوه أن لكلمات المواساة من قبلهم وكلمات الدعاء التي لا تزال متواصلة، لها أثر كبير في تغلبنا على هذا الابتلاء الإلهي العظيم.
وختم الزويد البيان قائلا: (أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم جميعا ويحفظ أحبتهم من كل خطر ومن كل شر، كما أطلب أن يتواصل دعاءهم لي، ولأفراد الأسرة ولابنتنا غفران).