البحراني: التسقيط الاجتماعي والإضعاف الجماهيري سياسة عباسية
مالك هادي: الأحساء
حول ظاهرة إضعاف الالتفاف الجماهيري في تاريخ الإمام الصادق عليه السلام تحدث الباحث والخطيب سماحة الشيخ عبدالله البحراني عن إسقاطات هذه الظاهرة في واقعنا الاجتماعي والديني، وذلك في ذكرى شهادة إمام المذهب جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
وعدد الشيخ البحراني طرق وأساليب هذه الظاهرة في تاريخ الإمام ببث الفرقة والفتنة تارة، والاختلاف تارة حتى بين مريدي الإمام أنفسهم، وقال: وهذه الظاهرة لانزال نراها إلى وقتنا الراهن، فنلاحظ ما يبث في الوسط الشيعي بالتداول الإعلامي، وممن يهرف بما لا يعرف، ممن يعطي نفسه مساحة للتحدث عن الدين وعن علماء الدين حتى أصبحت هناك فتنة طالت الرموز ذات القيمة الاجتماعية سواء كانت دينية أو ثقافية أو أدبية، وأكثر من نالتهم الفتنة رجال الدين.
وأشار البحراني إلى أن المشكلة لا تكمن في التحدث عن جانب اختصاصي، وإنما تتركز في الجانب الأخلاقي، فقال: حينما تريد أن تناقش أدلة ومبانٍ معينة لا يبرر لك المساس بالشخوص وإسقاطهم وهتك هيبتهم أمام الناس، والتشكيك في ذممهم مع الاختلاف في الجانب العلمي مع من تختلف معهم.
وندد سماحته بتصعيد وتيرة الشخصنة التي وصلت إلى المساس بأسر الأبناء والزوجات من خلال المراسلات والتهديدات مع من يختلفون معه، وحذر من عواقب المساس بأسر العلماء والمتصدين والشخصيات الاجتماعية التي من أبرزها انسحابهم من الساحة الاجتماعية أو الساحة الدينية مما يسبب خسارة فادحة في المجتمع.
كما عدّها من كبائر الذنوب التي جاء فيها الوعيد والتهديد الرباني مستشهداً ببعض الآيات المباركة كقوله تعالى (الفتنة أشد من القتل).
وفي ختام حديثه أسف الشيخ البحراني أن الأمر وصل إلى التعدي على المرجعيات بالأسماء، واتهام من ينكر هذا الأسلوب ببث الاحتقان الاجتماعي بين أبناء المجتمع.