أقلام

كبيس منتصف عام 2020م

علاء محمد علي المسلم

لقد كتبت في 15 يناير 2020م، عن كبيس سنتنا هذه وما تخبئه من أحداث، تستلزم صبر النوائب وتجهيز نَفَس طويل، كما يجهز أهل الحسا كبيس تمرهم للقابل من أيامه، فقد بان الكتاب من عنوانه.

وها نحن وبعد ستة أشهر من بداية العام، مازالت الأيام تكشر عن أنيابها الطويلة، والتي تستلزم عض أضراس الصّبر لتحمّل ألَم مابقي منه معتبرين بما انتصف منه. وإن أكبر مخزونٍ لمواطن الصّبر وتحمّل البلاء، هو المواساة بإحياء ذكرى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ع، والدوام على استمرار ذلك ماحيينا، فلا تفوتنَّنا وعيالنا، فهي وحيدة سنتنا هذه لتكون نجيعنا لصبر جميل والله المستعان.

سَتمُر علينا ذكرىٰ الإمام الشهيد ع في هذا العام، على غير أحوالها، فبعد أن كنا بها جماعة مستأنسين، أصبحنا فرادى مستوحشين، جرّاء وباء يخبو جاثوما على صدورنا، فلا نحن عنه نائمون ولا به يقظون. فلذلك حق علينا أن نصطبر بسيرة الإمام الحسين ع، ففي مثل هذه الأيام قد خيّم ليل الأحزان بخروج أبي عبدالله الحسين ع وأهله خائفاً على دين الإسلام من المدينة إلىٰ مكة، لكن لا حج ولا طواف عدا الذّبح في غير اليوم والمقام.

إن إحياء ذكرىٰ شهادة الحسين ع، واجب المسئول وأمانة المكفول، فكما تربينا عليها راغدين في كنف الأهل والآباء، حق علينا أن نُعيِن عيالنا على إحيائها في بيوتنا للظرف المطلوب، فكل بيتٍ مأتم وكل فردٍ خطيب وكل مقعدٍ منبر.

قُم جَدِّد الوَصلَ وأحيِ ذِكرىٰ من أحيا النُّفوسَ لِيَومِ أُخْراهَا.
فمَن أحيا نفساً أحيا النّاسَ جميعاً فكيفَ بِمَن لِنَجاتِها بابُ.
الحسينُ مِصباحُ الهُدىٰ وسَفينةُ النّجاةِ وفي التَّخلُّفِ مَهْلَكُ.
كلُّ أرضٍ كربلا وكلُّ يومٍ عاشرُ فقلبيَ ناعيُ ونبضيَ جازعُ.
والسّلام علىٰ الشّهيدِ ابنِ الإمامِ ابنِ البتولِ وسبطِ الرسولِ.

نحن الآن في بشرىٰ جني الرُّطَب، ونرجوا أن يكون تَمْر لاحقه أطيب من سابقهِ فاقتصِدوا وتصدَّقوا، ونسأل الله العلي القدير أن يُبدّل حالنا بأحسن حال، ويأمننا في أنفسنا وعيالنا وأرزاقنا وأوطاننا، ويجعل خاتمةَ أمورنا خيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى