أقلام

التدخلات البسيطة يمكن أن تساعد الناس على اكتشاف عناوين الأخبار الكاذبة

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

المحتوى الإنترنتي الهائل المتاح للناس في جميع أنحاء العالم، يفوق قدرتهم على فصل الحقيقة، عما يمكن أن يكون خيالًا شديد السمية، وحتى خطرًا عليهم.

ولكن مساعدة الناس على التعرف على المعلومات الشنيعة على الانترنت، قد يكون ممكنًا من خلال  خدمة ميدانية مجتمعية عبر الوسائط الرقمية، وفقًا لدراسة بقيادة جامعة برينستون نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

فريق من الباحثين درس جهود الفيسبوك الرامية إلى تثقيف المستخدمين، في كيف يكتشفون المعلومات الكاذبة.

بعد التعرض لنصائح عن كيف يمكن اكتشاف المعلومات الكاذبة، أصبح الناس في الولايات المتحدة، والهند أقل احتمالًا في أن يقولوا عن عناوين أخبار كاذبة أنها صحيحة، ووجد الباحثون أيضا، مع ذلك، أن قدرة الناس على اكتشاف المعلومات الكاذبة تضعف  بمرور الزمن.

مما أدى بالمؤلفين لإستنتاج أن الثقافة الرقمية يجب أن تدرّس باضطراد،  “معظم الناس يسعون جاهدين إلى تقييم نوعية المعلومات التي يقرأونها  على الانترنت بموثوقية.

حتى في ظل معظم الظروف المثالية”، كما قال  أندي غيس ‪Andy Guess‬  الأستاذ المساعد في السياسة والشؤون العامة، “ذلك  لأن هؤلاء الناس، يفتقرون إلى المهارات والمعرفة اللازمة للتمييز بين المحتوى الخبري ذي الجودة المرتفعة  والمنخفضة.

وجدنا أن الجهود لتعزيز الثقافة الرقمية يمكن أن تحسن من قدرة الناس على تقييم دقة المحتوى الانترنتي”.

هذه الدراسة هي من بين الدراسات الأولى التي تستكشف دور النقائص / العجز في ثقافة الوسائط الرقمية، شرع الفريق في الأصل في استكشاف سبب وقوع الناس ضحية للمعلومات الكاذبة، مختارين الولايات المتحدة والهند، لأنهما بلدان يعانيان من حملات معلومات كاذبة (خاصة خلال الانتخابات الوطنية).

نظر الفريق في تأثيرات “نصائح الفيسبوك للتعرف على  الأخبار الكاذبة”، والتي ظهرت في أعلى خلاصات الأخبار المرسلة للمستخدمين في 14 دولة في أبريل 2017.

كما تم طباعة قائمة النصائح كإعلان على صفحة كاملة في العديد من الصحف الأمريكية، ونشرت نسخة منها  في الهند كذلك، من المحتمل أن تكون هذه النصائح هي التدخل الأكثر انتشارًا لثقافة الوسائط الرقمية، كما أنها ليست معقدة للغاية، مما يسمح باتخاذ قرارات سريعة.

على سبيل المثال، إحدى النصائح تحث القراء على أن يكونوا متشككين في العناوين الرئيسية، محذرين من أنه إذا بدت الادعاءات غير معقولة، فهي قد تكون كذلك.

ثم استخدم الباحثون “تصميمًا متكون من قياسين متتاليين على نفس المجموعة، من المشاركين في وقتين مختلفين ‪two-wave panel design‬، ودرسوا نفس مجموعة الأشخاص فور تعرضهم للنصائح، ثم درسوهم بعد عدة أسابيع، مما أتاح لهم معرفة ما، إذا كانت جهود ثقافة الوسائط الرقمية قد ترسخت بمرور الوقت، تعرض المشاركون للنصائح ثم قُدمت لهم  نفس السلسلة من عناوين الأخبار الكاذبة، والتي صنفوها من حيث الدقة.

كانت العناوين متوازنة من حيث ميل وسائل الاعلام  الحزبية، والمعروفة (المشهورة) والأقل شهرة، فضلاً عن المحتوى المنخفض الجودة، والمحتوى السائد.

في حين  قدمت النصائح للمستجيبين للإستطلاع، لم يكن من الممكن إجبارهم على قراءة تلك النصائح، لذلك أخذ الباحثون ذلك في الاعتبار في النمذجة، تم إجراء هذا التصميم ذي الموجتين على الإنترنت في كل من الولايات المتحدة والهند، على الرغم من أن المقابلات الشخصية أجريت أيضًا في مناطق ريفية، في الهند حيث يوجد استقطاب ديني أكبر، واحتمال أعلى لخطر انتشار المعلومات الكاذبة.

وجد الفريق أن التدخل أدى إلى تحسين قدرة الأشخاص على التمييز بين عناوين الأخبار السائدة، والكاذبة بنسبة 26.5٪ في الولايات المتحدة، و 17.5٪ في الهند.

وفي الولايات المتحدة، انخفضت هذه النسبة، ولكن ظلت قابلةً للقياس بعد عدة أسابيع، ثلث المشاركين في الاستطلاع كانوا أكثر احتمالًا،  للإشارة إلى (معرفة)  عناوين الأخبار الأقل دقة، تصنيفاتهم  لعناوين الأخبار الكاذبة على أنها “دقيقة للغاية” أو “دقيقة إلى حد ما” انخفضت من 32٪ إلى 24٪.

في حين كانت النتائج عبر الإنترنت بين البلدين متشابهة، إلا أن المقابلات الشخصية التي أجريت في الهند أسفرت عن نتائج مختلفة.

لم يكن هناك دليل على أن التعرض للنصائح يزيد من الدقة المتصورة لمقالات الأخبار السائدة، ومع ذلك، قال الباحثون إن هذه المجموعة لديها خبرة أقل بكثير في تقييم عناوين الأخبار على الإنترنت.

أدرج الباحثون بعض المحاذير في عملهم، أولاً، كانت التأثيرات متواضعة، ولم يمحِ التدخل تمامًا الإعتقاد بعناوين الأخبار الكاذبة.

كما انحسرت التأثيرات بمرور الوقت، مما يشير إلى الحاجة إلى التعزيز المضطرد لهذه الدروس التثقيفية، أخيرًا، ليس  واضحًا ما إذا كان الجميع يقرأ تلك النصائح بالفعل، ومع ذلك، توفر الدراسة فرصًا للبحث في المستقبل، وبدلاً من استخدام تدخل تقوم به إحدى شركات التكنولوجيا، يمكن للأكاديميين أن يأخذوا ذلك على عاتقهم.

وذلك بأخذ عينات من الناس في البلدان الأخرى، والسياقات الانتخابية، وبالمثل، يمكن استخدام نماذج تدريب أكثر كثافة، لمعرفة ما إذا كانت التأثيرات أكثر دوامًا.

“لا نرى أي سبب لعدم نجاح هذا التدخل مع أي نوع من المعلومات الكاذبة، يوجد حاليًا مصادر تنشر معلومات مضللة، أو حتى خطيرة عن كوفيد-19 فيما يتعلق بالتدابير الوقائية، واللقاحات والعلاجات الخارقة (الإعجازية)، وقال غيس: نعتقد أن هذا التدخل يمكن أن يعمل في مجال الصحة العامة أيضًا.

الورقة التي عنوانها، “التدخل في مجال الثقافة الرقمية يرفع من التمييز بين الأخبار السائدة، والأخبار الكاذبة في الولايات المتحدة، والهند”، نشرت على الإنترنت في مجلة ‪PNAS‬ يوم 22 يونيو 2020.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى