الأديب الشاعر: معتوق العيثان في سطور
أحمد العيثان
اسمه:
الأديب الشاعر الأستاذ: معتوق بن عبد الله بن الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن الشيخ أحمد العيثان.
مولده:
ولد في محافظة الأحساء بمدينة القارة، عام 1382هـ.. من أبوين كريمين،وعاش شطراً كبيراً من حياته في ظلهما الوارف.
وقد بدت منه مذ سن مبكر الرغبة والإرادة في تحصيل العلم والمعارف، حيث كانت والدته رحمها الله (معلمة للقرآن الكريم) وهذا انعكس على شخصيته ورغبته بالخوض في بحار العلم، وكانت بدايته خير بداية وهي تعلم (القرآن الكريم)حتى قوي عوده، وازدادت رغبته، واقتبس من نور القرآن الكريم الكثير من المعارف والمفاهيم التي ساعدته بشكل مباشر في وصوله إلى الهدف المنشود.
عائلته:
عائلة علمية لها تاريخ عريق وكبير على مدى قرون كثيرة.
قال المؤرخ المرحوم جواد الرمضان عنها في كتابه مطلع البدرين: (وآل عيثان من أعرق العشائر في الأحساء، ومن أبرز البيوت العلمية في المنطقة، فقد نبغ منها عدد كبير من العلماء والأدباء والشعراء والوجهاء على مدى قرون كثيرة).
كذلك يخبرنا السيد هاشم في كتابه أعلام هجر بقوله: (آل عيثان من الأسر العلمية الجليلة المعروفة في (الأحساء)، وقد أنجبت عدداً من كبار علماء الإمامية
وأفاضلهم، كما برز منهم عدد من الشعراء. وموطن هذه الأسرة الكريمة- من القديم وإلى اليوم- هو قرية (القارة) من الأحساء، ومنها نزح قسم منهم إلى نواحي (البصرة بالعراق).
ولهذا اكتسب (معتوق) الكثير من العوامل الوراثية، وانعكس ذلك الامر أيضا على أولاده، فلديه ولدان، هما: الدكتور عبد الله، والدكتور علي، ولديه أربع بنات وهن: الدكتورة رباب، والدكتورة سكينة، والدكتورة آلاء، والدكتورة تاجة.
فحب العلم ركيزة كبيرة في تنمية الأمم، وهذا ما عرفناه عن قرب من أديبنا الراحل الشاعر معتوق، حيث كرس كل حياته في طلب العلم حتى أخرياتها.
دراسته:
وقد تدرج في التعليم، وكانت الانطلاقة الأولى له في (المطوع) وتعلمه القرآن الكريم على يد والدته، بعدها تدرج في التعليم الحكومي (الابتدائي -المتوسط – الثانوي) ثم التحق بـ (جامعة الملك فيصل بالأحساء) وتخرج منها عام 1406هـ بشهادة بكالوريوس لغة عربية.. ثم التحق بإحدى مدارس محافظة الأحساء، ثم تنقل في مدارسها، إلى أن استقر به المقام في (مدرسة القارة الثانوية) واستمر حتى تقاعد عن العمل سنة 1438هـ..
ديوانه:
للأديب الأستاذ معتوق ديوان شعر بعنوان: (ولائيات)،وقد قمتُ شخصياً منذ عدة أشهر بترتيبه وإعداده، وجمع بعض قصائده، ووضع مقدمة له، إضافة الى البحث عن الكثير من الصور التي تمثل مشاركاته العامة، ثم قمتُ بمراجعة الديوان مع الشاعر نفسه حيث كنتُ أزوره ببيته في مدينة القارة، ويدور بيننا نقاش حول الديوان.
وكان يقدم لي بعض الارشادات المهمة، والتصحيحات لبعض الأخطاء، ثم بذل ابنه (الدكتور عبد الله) جهداً كبيراً في البحث المستمر عن قصائد والده من بعض (الحقائب والكراتين القديمة المتواجدة لديهم)، إضافة الى مراجعة القصائد مع والده ومعي أيضا،حيث كنتُ في تواصل مستمر مع ابنه الدكتور عبد الله بحيث كنا نسعى لإخراج الديوان بصورة تليق باسم الأديب الشاعر الأستاذ معتوق، ولكن قضاء الله وقدره.. شاء أن يرحل عن هذه الدنيا دون أن يرى ديوانه مطبوعاً.
ولا أبالغ إذا قلت إنني منذ أكثر من (20) عاماً ولا أزال أجمع قصائده، واضعاً أمامي في المستقبل طباعتها على شكل ديوان، حتى اقترب الحلم أن يتحقق، وهذا هو عملي مع تراث (عائلتي) حتى تبلورت فكرة طباعة (سلسلة) خاصة بتراث عائلة العيثان.
وقد تم ذلك، وتمت طباعة عددين من السلسلة.ذ، والبقية تأتي بإذن الله.
ونعكف حالياً على طباعة ديوانه بعد أن نضع اللمسات الأخيرة عليه بإذن الله.
كذلك نحن بصدد عمل كتاب آخر عنه يتضمن جميع ما قيل فيه بعد وفاته من (مراثٍ) سواء كان شعراً أو نثراً لطباعتها في كتاب مستقل إن شاء الله.
وللأديب الشاعر معتوق العيثان ثلاثة مؤلفات لاتزال مخطوطة، نأمل في طباعتها مستقبلاً.
موهبته الشعرية:
للراحل الأستاذ معتوق موهبة كبيرة في نظم الشعر منذ صغره، حيث شارك في الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية وعمره حوالى سبعة عشر عاماً، سواء في بلده أو خارجها أو خارج وطنه أيضاً، بالرغم من أنه مقل في كتابة الشعر، إلا أن شعره يتسم بالقوة والجزالة، والمتانة في المعنى وعمق المضمون.. ولم ينقطع عن ممارسة هذه الهواية حتى وافاه الأجل.
نماذج من شعره:
وراءك عني لا أحيد عن الحب
هو العهد لايقوى على نقضه قلبي
فلي من تباريح الهوى مايلذ لي
فما أنا مصغٍ للملامة والعتبِ
عشقتُ وبعض العشق موتٌ وبعضه
حياة، فيا لله من عاشقٍ صبِ
يعاودني كأس الغرام بيقظتي
ونومي فما لي غير كأسيه من شربي
وفي أبيات أخرى في مدح النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
سماحاً إن شيمتك السماح إذا هتفت بساحتك الجراحُ
وإن غنت بذكراك الليالي أسى وأظلم من نوبٍ صباحُ
وإن رقصت على جثث الضحايا
طغاة السوء أو عبث السلاحُ
وعذراً إن تقاصرت القوافي
فللأرزاء ألسنة فصاحُ
سماحاً ما جلالك مستباح ولكن مجد قومي مستباحُ
ونموذج آخر من شعره:
أطلت المدام ولم تهجعِ فكف فما اللوم بالمنجع
واسقيتني أكؤسا لا تطاق لظاها يبرح في أضلعي
وعنفتني بين كل الأنام ولم تله عني ولم تقلع
فلو ذقت بعض الذي ذقته لبت وقلبك هاوٍ معي
وفاته:
في صباح يوم الجمعة حوالى الساعة الـحادية عشرة ظهراً فجعنا بنبأ وفاته بعد مرض (الكورونا) هذا الوباء الذي خسرنا بسببه الكثير من الأصدقاء والأحبة.. وكان ذلك في
19/11/1441هـ الموافق: 10/7/2020م. ودفن في مسقط رأسه مدينة القارة، وانطوت صفحة حياته مخلفة وراءها الألم والحسرة. ولله الأمر كله.