يمشون على القلب هوناً
إبراهيم بوشفيع
من سنَّ للموت الطريق الأقصرا
ليلملم الأزهارَ من هذي القرى
من علّم الموتَ اختيارَ أحبةٍ
سكنوا الأضالع واستظلوا المِحجرا
يا موت أكثرتَ التهام قلوبنا
فتركتنا قاعًا جديبًا أقفرا
“ماذا على من شم” طيب حضورهم
“ألا يشم” من الخيال العنبرا
رحلوا وما رحلوا.. ونحن ببرزخٍ
كالميتين نضجُّ في وجه الثرى
نحن الذين تمزقت أرواحهم
وهم الذين توسّدوا طيب الكرى
***
(معتوق) يا من كنت في أرواحنا
تمشي بهونٍ كي ننام وتسهرا
صافٍ صفاء الماء، لم تمرر على
مخيالنا إلا وأعشب أخضرا
عذبت ينابيع الشعور وأوشكت
مما تلوتَ بأن تميل وتسكرا
يا سكّر الأخلاق لو تغفو على
شاي الأسى لحَلا وطاب مُخدّرا
فلكم شربنا من حديثك خمرةً
تسبي العقول فنستزيدك أكثرا
***
يا سادن الأشعار آن لحرفها
أن يستدل عليك نجمًا مزهرا
وبأن يراك على الحروف خليفةً
للمبدعين وحاكمًا متنوّرا
وبأن يرش على ترابك دمعةً
مُزجت بأبيات الرثاء لتُعصرا
لك أن تعود من الممات قصيدةً
موزونةً تأبى بأن تتكسّرا
وبأن تعود كما المسيح مخلّصًا
بعد الممات شجونَنا ومُحرِّرا
وبأن تكون حديثَ كل غمامةٍ
بيضاءَ تختزن النقاء لتمطرا
لك أن تكون هنا.. بكل قلوبنا
بيتًا يتيم النبل لن يتكررا