الأوكسيتوسين (هرمون الحب) قد يؤدي أيضًا إلى سلوك عدواني
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
تظهر دراسة على الفئران في بيئة شبه طبيعية، كيف يمكن لهرمون الأوكسيتوسين أن يضخم العدوانية كما يفعل ذلك بالمودة.
أثناء الإغلاق بسبب الجائحة، حيث اضطر الأزواج أن يقضوا أيامًا وأسابيع في صحبة بعضهم، وجد بعضهم أن حبهم تجدد بينما البعض الآخر يسعى إلى الطلاق. الأوكسيتوسين، وهو ببتيد peptide يُنتج في الدماغ، معقد بالطريقة التالية: مُعدِل عصبي neuromodulator ،قد يجمع القلوب معًا، أو قد يساعد في الحث على العدوانية.
هذا الاستنتاج منبثق من بحث فريد من نوعه، أجراه باحث من معهد وايزمان للعلوم، ومعهد ماكس بلانك للطب النفسي على فئران تعيش في ظروف شبه طبيعية.
تم التلاعب بخلايا الدماغ المنتجة للأوكسيتوسين فيها بطريقة دقيقة للغاية. النتائج قد تسلط ضوءًا جديدًا على الجهود المبذولة، لاستخدام الأوكسيتوسين لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات النفسية، من القلق الاجتماعي والتوحد إلى الفصام، الكثير مما نعرفه عن تصرفات معدِلات الأعصاب neuromodulators كالأوكسيتوسين يأتي من دراسات سلوكيات حيوانات المختبر في ظروف المختبر الكلاسيكية.
هذه الظروف متحكم بها بشكل صارم واصطناعي، جزئيًا حتى يتمكن الباحثون من الحد من عدد المتغيرات التي تؤثر على السلوك.
لكن عددًا من الدراسات الحديثة تشير إلى أن تصرفات الفأر في بيئة شبه طبيعية، يمكن أن تعلمنا المزيد عن السلوك الطبيعي، خاصة عندما نهدف الى تطبيق هذه النتائج على البشر،
أعدت مجموعة مختبر البروفيسور ألون تشين تجربة تمكّنهم من مراقبة الفئران في ظروف تقترب من ظروفها المعيشية الطبيعية.
– بيئة غنية بالمثيرات التي تتمكن من استكشافها – يُراقب نشاطها ليلًا ونهارًا، باستخدام كاميرات وتُحلل حوسبيًا.
هذه الدراسة الحالية، والمستمرة منذ ثمان سنوات، قادها الطالبان الباحثان سيرجي أنبيلوف Sergey Anpilov ونوا إرين Noa Eren، والباحث من هيئة التدريس الدكتور يائير شيمش Yair Shemesh في مجموعة مختبر البروفيسور تشين، الابتكار في هذه التجربة هو دمج علم البصريات الوراثي الأبتوجينتكس optogenetics.
-وهي طريقة تمكن الباحثين من تنشيط (تفعيل) خلايا عصبية معينة في الدماغ أو تثبيطها [ تعطيل او كبح نشاطها] باستخدام الضوء.
لوضع تجربة الأبتوجينتك optogenetic تمكّن الفريق من دراسة الفئران، وهي تتصرف بشكل طبيعي، طورت المجموعة جهازًا لاسلكيًا صغير الحجم وخفيف الوزن يتمكن الباحثون من خلاله من تنشيط الخلايا العصبية عن طريق التحكم عن بعد.
وبمساعدة خبير علم الوراثة البصري البروفيسور عوفر يزهار، أدخلت المجموعة بروتينًا طوره سابقًا، يزهار في خلايا الدماغ المنتجة للأوكسيتوسين في الفئران.
عندما لامس الضوء الصادر من الجهاز اللاسلكي تلك الخلايا العصبية، أصبحت أكثر حساسية للمدخلات من خلايا الدماغ الأخرى في شبكتها، يقول أنبيلوف: “كان هدفنا الأول هو الوصول إلى” النقطة المثلى “من إعدادات التجربة التي نتتبع فيها السلوك في بيئة طبيعية، دون التخلي عن القدرة على طرح أسئلة علمية محددة عن وظائف الدماغ”.
ويضيف شميش أن “إعدادات التجربة الكلاسيكية لا تنقصها مثيرات / منبهات فحسب، بل تميل القياسات إلى أن تغطي زمنًا من بضع دقائق لا غير، بينما لدينا القدرة على تتبع الديناميكيات الاجتماعية في مجموعة ما على مدار أيام”.
الخوض في دور الأوكسيتوسين هو نوع من اختبار القيادة للمنظومة التجريبية، كان يعتقد أن هذا الهرمون يتواسط في السلوك المؤيد للمجتمع، لكن النتائج كانت متضاربة، واقترح البعض فرضية أخرى ، تسمى ب “البروز الاجتماعي” والتي تنص على أن الأوكسيتوسين قد يكون داخلًا في تضخيم تصور قرائن اجتماعية مختلفة.
والتي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى سلوكيات مؤيدة للمجتمع أو معادية له، بناءًا على هكذا عوامل كالسمة / الخاصيّة الفردية وبيئة تلك العوامل.
لاختبار فرضية البروز الاجتماعي، استخدم الفريق الفئران التي يمكنهم من خلالها تنشيط الخلايا المنتجة للأوكسيتوسين في ‘منطقة ما تحت المهاد’ hypothalamus برفق، واضعينها أولاً في بيئات مختبر شبه طبيعية مدعمة (للمعنى والطرق المطلوبة لتحقق الدعم)، للمقارنة، كرروا التجربة على فئران في وضعيات مختبر كلاسيكية معقمة.
قد يسبب الأوكسيتوسين سلوكًا معاديًا
في البيئة شبه الطبيعية، أظهرت الفئران في البداية اهتمامًا متزايدًا ببعضها البعض، ولكن سرعان ما صاحب ذلك ارتفاع في السلوك العدواني.
في المقابل، أدت زيادة إنتاج الأوكسيتوسين في الفئران في ظروف المختبر الكلاسيكي إلى عدوانية منخفضة، يقول أنبيلوف: “في بيئة اجتماعية طبيعية كلها من الذكور، نتوقع أن نرى سلوكًا معاديًا وهي تتنافس على المأوى أو الغذاء”، أي أن الظروف الاجتماعية تؤدي إلى التنافس والعدوانية، في إعدادات المختبر الكلاسيكية، يؤدي الوضع الاجتماعي المختلف إلى تأثير مختلف للأوكسيتوسين”.
إذا كان “هرمون الحب” هو على الأرجح “هرمونًا اجتماعيًا”، فماذا يعني ذلك لتطبيقاته الصيدلانية؟ يقول إرين: “إن الأوكسيتوسين داخل.
كما أظهرت التجارب السابقة، في السلوكيات الاجتماعية كالتواصل بالعين أو الشعور بالتقارب”، لكن عملنا البحثي يُظهر أنه لا يُحسِّن العلاقات الاجتماعية في جميع المجالات، فآثاره تعتمد على كل من السياق والشخصية، هذا يوحي أنه إذا استخدم الأوكسيتوسين كعلاج، فستكون هناك حاجة إلى وجهة نظر أكثر دقة في البحث: “إذا أردنا فهم تعقيدات السلوك.
فنحن بحاجة إلى دراسة السلوك في بيئة معقدة، عندها فقط يمكننا البدء في ترجمة النتائج التي توصلنا إليها إلى السلوك البشري.