الشيخ الراضي: الولاية أساس الرسالة
بشائر: الاحساء
في ذكرى الغدير افتتح خطيب الجمعة خطبته بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
وأوضح الشيخ مجتبى الراضي أن الآية افتتحت بخطاب للرسول بأن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، وبيَّن سماحته أن هذه الآية من الآيات الأواخر في عهد النبي صلى الله عليه وآله.
وفي استعراضه لما تتضمنه الآية ألمح سماحته إلى تنبيه المولى للنبي إلى شيء إن لم يفعله فكأنما لم يبلغ رسالة المولى عز وجل، حيث استدل بذلك على أهمية الأمر وأنه من الأهمية بمكان والعظمة وأنه هو الأساس في الرسالة.
وأوضح إمام مسجد الإمام الكاظم عليه السلام بحوطة العمران أن المولى أراد أن يكشف عن أمر من خلال قوله (وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فالنبي سيبلغ ولكن هناك بعض الأمور التي تكون سبب توقف أو تردد في وقت ما، فالله عز وجل هنا يطمئن النبي أنه هو المتكفل بهذه الأمور وأنه هو العاصم للنبي من الناس.
ثم أشار سماحته إلى أن الآية في نهايتها تؤكد على أن من يتبع هذا الأمر فهو مؤمن ومن لا يتبعه فهو خارج عن الإيمان (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
وبيَّن الشيخ الراضي أن هذه الآية مع الآية السابقة لها والآية اللاحقة قد يتصور بعضهم أنها مختلفة في السياق، وأكد سماحته أن الآيات في الواقع سياق واحد فكلها في سياق إطاعة الله عز وجل وأنه يُسَلَّم بكل ما جاء منه ويؤمَن به ويُتبع.
وأزال سماحة الشيخ مجتبى ما قد يقع في الأذهان من إشكال حول قوله (وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) فتساءل عن وجود تهديد للنبي في هذه الآية أم أنه مجرد تبيين لواقعٍ وطمأنةٌ للنبي عما في نفسه، وأجاب سماحته بعدم وجود تهديد للنبي حيث أكد أن النبي عبد كما وصفه الله، والعبودية هي الاتباع من دون نقاش، وعدَّد سماحته مجموعة من الآيات الكريمة التي وصفت النبي بالعبودية لله تعالى، وفي ذات السياق أوضح سماحته أن التهديد يأتي عندما يمتنع المهدَّد عن القيام بالأمر الموجه له، وهذا ينزه عنه النبي صلى الله عليه وآله، فلا يمكن ولا يُتخيل ولا يمر في ذهن أحد أن النبي صلى الله عليه وآله مع ما تحمَّل من الأمور أنه ولو للحظة ما أو طرفة عين لا يبلغ رسالة من رسالات المولى عز وجل!
في ختام خطبته سرد سماحة الشيخ الراضي قصة الغدير التي كانت في السنة العاشرة من الهجرة وقد مضى من العيد ثمانية أيام، وكانت في حر الهجير حين كان النبي عائدًا من الحج ووقف في الجحفة موضع افتراق الحجيج، أمر النبي بالاجتماع وخطب خطبة الغدير التي بلَّغ فيها الرسالة العظيمة حيث رفع بيد علي عليه السلام وقال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار).