الشيخ السمين: عمق الانهزام في الأمة لاعلاج له إلا بالتضحية
رقية السمين: الدمام
حول الأمراض التي تنخر في بنية المجتمع سلط الضوء سماحة الشيخ محمد السمين على أكثر مايمكن أن يخل بتوازن الأمم، ويقلب موازينها علواً او تردياً ويشكل دوراً كبيراً في عاقبتها وهي حالة الانهزام التي يقع فيها أبناء الأمة والمجتمع.
أتى ذلك في بحث قدمه تحت عنوان (انهيار الإرادة.. مشاهد من كربلاء)، مساء الأمس الحادي من محرم الحرام بمأتم النمر بسيهات.
وألفت سماحته إلى أنه في حين كان خروج الحسين حراكاً وتكليف شرعياً ضد الانهزام الاجتماعي، إلا أن هناك حوادث من تاريخ عاشوراء تمثلت فيها انهيار إرادة أمة الرسول (ص) ضد سبطه (ع) وشكلت هذه منعطفات مهمة في عاقبة ماجرى في ساحة كربلاء .
و أرجع سماحة السمين إلى أن مستوى الانهزام التي وصلت إليه الأمة في زمن الإمام الحسين عاد إلى أسباب تمثلت في حالة الهلع والابتعاد عن المواجهة كما فعل أحد زعماء البصرة الذي سلم رسول الإمام وكتابه لابن زياد مما تسبب بعدم وصول رسالة الحسين ومقتل رسوله.
وذكر في بحثه أن انهزام النفس أمام مغريات الحياة شكلت أحد العوامل في انقلاب موازين مفهوم الحق والباطل عند الأمه واستحضر شخصية عمرو بن الحجاج الذي كان في صف أمير المؤمنين (ع) في حروبه الثلاث حتى انهارت إرادته في مقابل المصالح الشخصية وحال دون وصول الماء للحسين(ع) .
وأتم سماحة الشيخ محمد السمين حديثه بمشهد تأريخي وثق انهيار إرادة النفس أمام النفوذ الاجتماعي والتجلبب بالدين، فكان إحجام شريح عن نقل استغاثة هانئء بن عروة لأبناء عشيرته مما تسبب في مقتله وانقلاب غالبية الألوف التي كانت ستحذو حذوه لنصرة الحسين عليه السلام حتى صارت في الصفوف الأموية.
وفي ختام بحثه نبه السمين إلى أنه بقدرعمق ماعانى المجتمع من ضعف وانهيار الإرادة في زمن الإمام الحسين أتت تضحيته الملحمية، التي عالجت هذا المرض بصحوة لضمير الأمة آنذاك واستمرت إلى حاضرنا.