الشيخ آل سيف: من يُخطِّئ الحسين في عمله.. يُخطئ الله به طريق الجنة
بشائر: الدمام
أكمل سماحة الشيخ فوزي السيف بحثه حول تغيّب القضية الحسينية عن ذهنية الأمة الإسلامية، متطرقاً إلى المسار الثاني لمُحرفي هذه القضية، وهو المسار الأخطر -حسب قوله- وهو تشويه الأفكار حول القضية الحسينية، وبثها في المساجد والكتب وجميع دور التعليم، وغير ذلك.
ذكر ذلك في ليلة الرابع من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج (عبدالله حسن البوحليقة) بسيهات.
وعلل عن خطورته بكونهِ يُبث ويُنتج على عامة الناس، موضحا أنهم صنعوا شخصية عن الإمام الحسين (ع) لاتنطبق عليه، لافتاً أن إنتاج الأفكار المشبوهة في القضية الحسينية مستمر إلى يومنا هذا.
وأشار سماحته إلى إحدى الأفكار المشبوهة وهي: إن الصراع كان صراعاً على السلطه والحكومة، ونتيجتها أن الحسين (ع) لم ينجح وفشل!!.
وأكد سماحته أن الإمام الحسين تكلم ودوّن وكتب -للتوثيق الزائد- بقوله: (وإني لم أخرج أشرا -ليس لأغراض دنيويه- ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في إمة جدي)، معللا أنه خروجه (ع) لطلب الأصلاح، وليس من أجل السلطه والحكومة.
وأسترسل سماحته قائلاً: “لماذا نحن في الزيارة نقول: أشهد.. أشهد.. أشهد أنك أقمت الصلاة، آتيت الزكاة، أمرت بالمعروف، نهيت عن المنكر،…. حتى نركز هذا الهدف”.
كما ذكر بعض المستشرقين اليهوديّن أمثال: ولانمس وقولدسيزر، حيث يقولان: إنه صراع بين يزيد والحسين، أحدهما انتصر والآخر هزم، وانتهى الأمر، مشيراً إلى أن الحسين عصى أمر الصحابة، وكأن ماحصل للحسين هي (حوبتهم) -حسب قولهم-، وهم عندهم أن الصحابة أفضل الناس بعد النبي إلى يوم القيامه، وأنهم جميعهم في الجنة، ويرون أن الحسين حطم جانب القدوه، فهم نصحوه والحسين لم يستجب لهم، وعاندهم.
وبين سماحته قائلا: ” إذا واحد منهم يجي يُخطيء الحسين في عمله، يُخطيء الله به طريق الجنة، هذا سيد شباب أهل الجنة، تجي تقوله هذا عملك خطأ ومو صحيح، أنت الغلطان.. أنت.. ماتريد تطلع لنصر الدين، فهذا تقصير وقصور منك”.
كما تطرق سماحته إلى بعض هذه الأفكار وإلى قولهم إن نتائج حركة الحسين (ع) كانت سيئة، باعتبار أن خروجه شق وحدة الأمة الإسلامية وخربها!!، مستشهداً بأبي بكر بن العربي المالكي، صاحب كتاب (العواصم من القواصم) واعتبر البعض هذا الكتاب وكأنه إنجيل من السماء، وهو من أسوأ الكُتاب في القضية الحسينية، وهم أعادوا هذا الكتاب وطبعوه وزادوه تحريفاً، ثم نشروه.
كما أضاف قائلاً: ” بعض ماذكر في هذا الكتاب، أن الذين خرجوا لقتال الحسين معذورين!!، فلديهم دليل على وجوب قتال الحسين، وعندهم سند من الرسول أن من يخرج عن الأمة ويطلب الفتنة، فأنه يُقتل بالسيف كائناً من يكون، والحسين فعل ذلك، فقتلوه!”.
ولفت سماحته حول مايذكر في هذا الكتاب أن شمر وحرملة وسنان وخولي وغيرهم، لم يخرجوا لطلب المال، وإنما خرجوا طاعة لأمر رسول الله، ولهذا اشتهر عنه القول: إن الحسين قتل بِـ (سيف جده)!!.
وعلل سماحته قائلا: “ليش أنت تقرأ في زيارة وارث (لعن الله أمةً قتلتك).. أمةً قتلتك راحت، (ولعن الله أمةً ظلمتك) الظلم معناه أن يكون شخص صالح وتقول عنه غير صالح، عالم تقول عنه جاهل، هذا ظلم، إمام معصوم مصباح الدجى، تقول عنه جاء ليخرب الأمه، هذا ظلم، (ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به) هؤلاء بثوا هذه الأفكار وبعضهم سمعو ورضوا به، حتى بعض علماء السنه أثاروا عليه كيف قال هالكلام!! على سبط رسول الله، وهو سيد شباب اهل الجنه عند جميع المسلمين”.
وتابع سماحته: إن أتباع الخط الأموي كثيرون ومنهم: (ابن تيمية الحراني، ومحب الدين الخطيب، والمدرس المصري محمد الخضري (خضري بيك)، والعديد منهم.
الجدير بالذكر: أنه إذا كانت قضية تخريب الوحدة الإسلامية عمل غير صالح، فالأولى أن نستشكل على موسى (ع) وسائر الأنبياء، ونؤيد فرعون ونمرود!!.