الشيخ آل سيف.. الحسين لم يخرج لأجل زواج ولا لثأر قبلي
بشائر: الدمام
أشار سماحة الشيخ فوزي آل سيف إلى أن التفسيرات للحدث الواحد تتعدد، ممثلا بالنهضة الحسينية التي كثرت التفسيرات الناقصة والخاطئة لها.
ذكر ذلك في الليلة السادسة من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج المرحوم حسن عبدالله البوحليقة، بسيهات.
ولفت إلى أحد هذه التفسيرات، التي صورت النهضة الحسينية كـ (صراع قبَلي) مثل الذي يقع بين فرعين من قبيلة واحدة، فيزعم هؤلاء بأن جدَّي بني أمية وبني هاشم ولدا توأمين متلاصقين، فقاموا بفصلهما بأداة حادة، فسالت الدماء، وكانت هذه بداية مشؤومة لعلاقة تنافس حكمت مسيرة حياة الأخوين، واستمر التنافر والتنافس في عقبهم.
واستشهد بكتاب (النزاع والتخاصم بين أمية وهاشم) الذي لم يستفرد صاحبه (تقي الدين المقريزي) بهذا الطرح، بل شاركه وجهة النظر هذه كثير من كتاب الشيعة.
ونفى سماحته صحة اختزال دوافع الصراع بين بني أمية وبني هاشم في الصراع القبلي، إلا أن يكون ذلك من جانب بني أمية فقط، لأن دوافعهم دائما مادية ومصلحية، مؤكداً استحالة أن تحكم مثل هذه الدوافع حركة رسول الله وآله الأطهار.
واستنكر سماحته الإسفاف الذي وصل به بعض الكُتاب في تفسيرهم للصراع بين الإمام الحسين ويزيد، ومن قبل مفكرين كبار مثل (عباس العقاد) في كتابه (أبو الشهداء الحسين)، حيث جعلوا من قصة منع الإمام الحسين يزيد من الزواج بـ (أرينب بنت إسحاق) سببا في نشوب الصراع الذي تطور إلى حرب بينهما.
كما نبه إلى أن قصة أُرينب ليس لها مصدر معتبر، فلم يذكرها أحد من المؤرخين المعتبرين أمثال الطبري والمسعودي، وأن (ابن قتيبة الدينوري) الذي ذكر القصة ليس من المؤرخين الثابتين، ويشكك الباحثون في نسبة كتاب (الإمامة والرئاسة) إليه.
وعلق سماحته: “القصة غير ثابتة من الناحية التاريخية، وإن صحتْ فهي تشهد بالنُبل الأخلاقي للإمام الحسين (ع)، لكنها لا يمكن أن تكون المبرر لنهضته (ع)، وإنما المبرر الحقيقي هو حقد يزيد على الحسين (ع)”.
وفنّد سماحته دعوى أن الإمام الحسين كان ضحية خداع أهل الكوفة، وقال إن هذا التبرير يمثل استهانة كبيرة بالإمام (ع)، فالحسين (ع) أعلن بوضوح هدف ثورته (إنما خرجت لطلب الإصلاح)، وقال منذ يومه الأول لخروجه على يزيد: (ومثلي لايُبايع مثله).