جعفر العمران: الأحساء
تحت عنوان (هدوء العلاقة الزوجية بين الأهمية و التربية الصالحة) كان حديث الخطيب الشيخ مرتضى الجمعة ليلة الثامن من محرم لهذا العام.
فذكر بأن الحياة الزوجية حتى تكون هادئة مستقرة لابد من تعاون الطرفين و لابد أن يعلم بأن الخلاف بين الزوجين أمر طبيعي، كاختلاف المستوى الذهني و الأمزجة بين الرجل و المرأة، ومتى ما حافظ الزوجين على هدوء العلاقات انعكس على ذلك على الأبناء.
وتحدث الشيخ الجمعة عن عوامل الخلافات الزوجية فذكره عواملا ثلاثة:
1. الزوجين معا، وذكر لها ثلاثة أسباب :
الأول: عدم التوافق و الانسجام في الميول والرغبات بينهما، فيحتاج الزوجان أن يتعرف كل منهما على شخصية الاخر و مفتاح قلب الآخر و ميوله، فمتى تعرفا على بعض استطاعا على المحافظة على الهدوء مما انعكس على تربية الابناء تربية صالحة.
الثاني: عدم الشكر و حب النقد، فالخلافات تبدأ من شيء صغير و يتطور، فمثلا الزوجة تقف في المطبخ ساعتين أو أكثر و مع ذلك لا تجد من الزوج كلمة عرفان و شكر، وفي المقابل الزوج يتعب من أجل تحصيل لقمة العيش و لا يسمع كلمة جميلة من الزوجة، فالنبي صلى الله عليه وآله يقول: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها ، وعنه أيضا: من حق الزوجة على زوجها أن يشبع بطنها ويكسو جنبها وأن لا يقبح لها وجها.
الثالث: الغضب و الانفعال، فالبعض دائما في حالة متوترة و منفعلة لأي شيء، والروايات تؤكد على علاج الغضب
فالنبي يقول: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
الرابع: سوء الخلق، فالبعض عند المحافل العامة تجده شخصا ملائكيا و ما إن يدخل الى الدار حتى يتحول الى كتلة شيطاني، النبي الأكرم يقول: من ساء خلقة مله اهله .
2. الخلافات بسبب الزوج، وأسبابها:
الاول: عدم اهتمام الزوج بالزوجة، فالبعض منغمس في عالم المادة و في العمل الاجتماعي و التطوعي و لا يخصص وقتا و لو بسيطا لأولاده و عائلته، يقول الإمام الرضا عليه السلام: اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، فمتى ما خصص الانسان وقتا كافيا لعائلته لن يكون هنالك خلاف.
الثاني: امساك اليد، فيكتفي بالأمور الضرورية بينما الزوجة تحتاج الى أمور أخرى لاختلاف الزمن.
3. الخلافات بسبب الزوجة، وفيها عدة أسباب:
الاول: عدم تقدير المرأة لظروف الزوج، فتجدها لا تقدر ظروف الزوج و حالته، يقول النبي الأكرم: وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان.
الثاني: نزعة السيطرة عند النساء: فتثيرها علاقة الزوج بأهله و أصدقائه، و تريد زوجها أن يكون ملكا لها فقط، و أحيانا تبدأ عملية المراقبة على الزوج و أحيانا الزوجة تأخذ جوال الزوج.
ثم انتقل سماحته إلى بيان كيفية تربية الأبناء تربية صالحة، وتعرض لأساليب متعددة وهي :
الأسلوب الاول: تعليم الابناء على علوم اهل البيت عليهم السلام.
الاسلوب الثاني: تعليم البنت على العفة و الحياء.
الأسلوب الثالث: تعليم الأطفال على حسن الخلق.
الأسلوب الرابع: تعليم الأطفال على البذل و العطاء.
وهذا لا يتحقق إلى بتعاون الزوج و زوجته، يقول النبي الأكرم: مامن رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين داود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام .
