الشيخ آل سيف: هذه الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين
بشائر: الدمام
بين سماحة الشيخ فوزي آل سيف بواعث نهضة الحسين (ع) من خلال كلماته (ع)، منذ خروجه من المدينة إلى وصوله إلى كربلاء طيلة ١٦٥ يوماً، لافتاً إلى كتاب (الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين عليه السلام) لصاحبه السيد عبدالكريم القزويني، الذي نقل ١٠٠ كلمة تقريباً من كلمات الإمام، بين وصية وخطبة، وسؤال وجواب.
جاء ذلك في الليلة السابعة من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج المرحوم حسن عبدالله البوحليقة، بسيهات.
وتساءل سماحته قائلاً: “كيف نستطيع أن نستخلص من هذه الكلمات الكثيرة بواعث الإمام ومُنطلقاته (ع)، وعلى أي أساس نُرتب هذه الكلمات؟”، مشيراً إلى عدة اقتراحات، أولها ترتيب تلك الكلمات بحسب التسلسل الزمني، وثانياً: معرفة منهج مُتلقي حديثه (ع)، ومثّل بقصة أحد الرواة الكاذبين المعادين للأئمة (ع) وهو (المُسور بن مخرمة).
منبها سماحته إلى أن من البديهي أن يتكتم الإمام الحسين (ع) في حديثه مع أمثال (ابن مخرمة وعبدالله بن مطيع) لأنهم أعداؤه، ويمكن أن ينقلوا حديثه إلى بني أمية.
كما لفت إلى أن الغرض الأول من حركة الحسين هو (الإصلاح)، بينما غرض الطرف الآخر كان إفساد الدين، مستشهدا بقولهِ (ع): “وعلى الإسلام السلام إذا بُليت الأمة بوالٍ مثل يزيد”، منوهاً بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والسير على نهج رسول الله وأمير المؤمنين (ع).
وأضاف سماحته معلقا على موقف الحسين مع جيش الحر، إن الحسين (ع) لم يكن يطالب بمعاملته بصفته ابنا لرسول الله، وإنما باعتباره صاحب حق.
وأشاد بأهم بيان قاله (ع) في المدينة المنورة: “ألا ترون أن الحق لا يُعمل به وأن الباطل لايُتناهى عنه”، مبيناً أهم منطلقاته وبواعث حركته (ع)، مؤكداً أنه (ع) لم تكن ثورته بدافع صراع قبلي أو من أجل سلطة، لكنه كان (ع) رافضا بيعة يزيد، مهما كلفه الأمر “لو لم يكن في الأرض ملجأ لما بايعت يزيد”، وهذا النص يكشف كذب بني أُمية وتحريفهم حركته (ع).
ونبه سماحته إلى دافع ثان لخروج الإمام، قائلاً: “الحُسين كان يعلم أنه لن يُترك” وقد قال (ع) لبعضهم: “لن يتركوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي” والعلقة قطعة الدم في داخل القلب.
وتابع مشيراً إلى الدافع الثالث: وهو دافع العزة الإيمانية ورفض الذل، مؤكداً أنه (ع) كان مُشبعاً بالعزة الإلهية، حيث بعث موقف الحسين (ع) روحاً أبيةً عزيزة، وأطلق سيلاً من الثورات، ما توقفت حتى أسقطت الحكم الأموي.
وتابع سماحته: “الإمام الحسين (ع) كان عزيز النفس عالي الهمة، وحتى أعدائه كانوا يعرفون ذلك، وكان بإمكانه أن يستعمل التقية والمداراة، ويجد (رخصة شرعية)، كما حصل مع (عمار بن ياسر) وأي واحد كان في مثل موقف الحسين (ع)، وأنه (ع) لو فعل ذلك من باب حفظ النفس فلا شيء عليه.
وختم سماحته بالقول إن موقف الحُسين تكليف لا يُستطاع لعموم الناس، فليست لدى الجميع الشجاعة والعزة والإباء كما الحسين (ع)، فهو قدوة الجميع، ولا يمكن أن يذل نفسه.