الشيخ السمين: صانعو التفاهة ناقوس خطر يدق في بيوتنا
رقية السمين: الدمام
“أصبح أفراد المجتمع كالمشردين في الشارع لاجدران ولامنازل تسترهم بسبب عرض خصوصياتهم ويومياتهم في مواقع التواصل الإجتماعي”.
هذا ما أثاره سماحة الشيخ محمد السمين في بحثه حول (التفاهة بين الصانع والمستهلك)، عبر منبر لجنة مناسبات أهل البيت ظهيرة يوم أمس .
وحذر سماحته على وجه التحديد، النساء من الإفراط في عرض خصوصيات الحياة الزوجية والأسرية بشكل مترفٍ وباذخ على مواقع التواصل الإجتماعي، مما قد يجرئ من نفوسهم مرض عليهم، معتبراً إياه مؤشراً خطيراً .
ونوه إلى أن هذه الإشكالات إحدى المخاطر التي نتجت عن انغماس واستغراق أفراد المجتمع بإستنساخ حياة مشاهير وصناع (التفاهة)، من خلال تجميع مقتطفات مبهرجة أو خادشة للحياء من حياتهم اليومية، وعرضها من أجل التلاعب بمقاييس السعادة والرضا عند المتلقي.
ووضع سماحة الشيخ السمين إشكالية خطيرة أخرى تحت المجهر، وهي حالة عزوف عن الإلتفاف حول طبقة الواعين والعلماء والمتخصصين و العقلاء، وتمكين (صناع التفاهة) من التأثير في المجتمع عبر التفاعل لما يروجون له من محتوىً، مما يجعل لهم قوة السلطة في تحديد قيم وأخلاقيات الشعوب.
واسترسل موضحاً أن خطورة تمكين سلطة التأثير تكمن في آلية تحديد المحتوى الناجح من خلال إحصاء أكبر عدد من المشاهدات والإعجاب بالمادة المروج لها بغض النظر إن كانت فاسدة أو ذات قيمة نافعة.
واعتبر سماحة الشيخ السمين أن (المتلقي) الطرف المسؤول عن تكاثر هذا النوع من صناع المحتوى ومايقدمونه ومدى تأثيره على الأجيال القادمة من تسطيح فكرهم وإدراكهم لمقومات الحياة مما قد يضعهم في دائرة العلل والأمراض النفسية نتيجة اهتزاز الثقة بالنفس وعدم القناعة وغيرها التبعات.
وأكد على ذلك قائلاً : ” الإهتمامات اليومية عند المشاهدين أو الشعوب هي التي تختار المحتوى الأكثر انتشارا، من خلال كثرة المشاهدات مما يجعلها تتربع على منصات شبكات التواصل الاجتماعية، والخطورة تتركز في تكوين عقلية وبناء نفسية الأجيال القادمة”.
واستند على إحدى الدراسات أتى مفادها أن المراهقين والبالغين عرضة لما يسمى بـ اكتئاب الإنترنت.
قائلاً: ” يقول بعض الباحثين أن الأمر لا يقتصر على المراهقين، فارتفاع جماهيرية وتأثير المشاهير وارتفاع مداخيلهم المالية دفعت حتى بالبالغين وكبار السن للاكتئاب والتحسرعلى حياتهم”.
وختم سماحة الشيخ محمد السمين بحثه بقوله: “يمكن تلافي التأثير السلبي علينا والحفاظ على قيمة الإنسانية عبر:
1. الإرتقاء بالمستوى التثقيفي : فالفرد مسؤول عن نفسه بالصعود بمستواه الفكري الثقافي السلوكي، المجتمع
كذلك.
2. السعي لإيجاد أسلوب لعرض مادة جادة مفيدة بإسلوب جذاب يجذب فئة الشباب أو المراهقين .
3. عدم ترك المجال للحديث عن آخر مستجدات الطبقة التافهة في تجمعاتنا حتى لا نعطيهم مالا يستحقون.