ابنة الشمس ..قصيدة للشاعرة ساره الزين
هلال العيسى
هي شاعرة لبنانية مواليد وسكان بيروت، هي من قالت (الشعر مهلكي وحتفي) هي من تتفجر الكلمات بين يديها، شاعرة متمكنة بالكلمة، لها عدة مشاركات وأمسيات أدبية
فصدحت لنا بقصيدة عنوانها:
ابنة الشمس
يا صحوة الحرفِ من جوعِ النهاياتِ
الآن أُبصِرُ في قمحي نبوءاتي
تهذي .المسافةُ في عيني فأسألها
من ذا يُريقُ على عيني مسافاتي؟
مبلولةٌ بالشتاتِ المرِّ أسئلتي
وغيمتي ابتلعتْ كلّ احتمالاتي
أرضي.. وقيلَ بُعيدَ الصمتِ، خائفةٌ
خوفَ السكارى.. ترى هولَ القياماتِ
صوتي.. ويشبه في الترميز أغنيةً
شطت عن اللحن في إيقاعها الذاتي
دمعي صنوفُ بحارٍ ما لها أمدٌ
بالموجِ ترفل في عينِ المحيطاتِ.
وطفلُ شعري منبوذٌ بلفّته
لا يمَّ يحمل أشباه الولاداتِ
يُخيفني الوقت، يبدو في تبرُّمِهِ
صعبَ المراسِ مزاجيّ المسارات
يخيفني الماردُ المعنى وقد شهقت
من حوله الروح تُفضي لاختناقاتي
موتٌ يكرِّرُ في الشريانِ رقصتهُ
فكيفَ أحصي إذن كلّ الجنازاتِ؟!
وكيفَ أنجو من الخذلان في قِرَبي؟
والقحطُ يشهدهُ في كلّ ميقاتِ
كلّ اليتامى فُرادى في تغرّبهم
حتّى السماء احتضارٌ للفضاءاتِ
كل اليتامى هوائيون.. ضحكتهم
ضربٌ من الذوقِ مِن بابِ المداراةِ
إلايَ حين يَشدُّ الوجه ضحكته
يُكذّبُ الحزنُ وجهي وادّعاءاتي!
يا قسوة الأرضَ، إنّ الأرضَ تلفظني
من شدّةِ الطعنِ في صدرِ البطولاتِ
يجولُ خوفي على ضعفي وأبصره
يهدهد الشعرَ من بعد الخساراتِ
أنا ابنة الشمسِ والأرضِ التي وَلَدَتْ
من خَصرِها لُغةً فوقَ الكناياتِ
أنا القتيلةُ في التأويلِ يَعرِفُني
رجعُ الحداءِ بأسرابِ المَجازاتِ
أبلِّلُ الفكرةَ العذراءَ أغْسِلُها
من التصحّرِ مِنْ بعدِ المخاضاتِ
صوتي وحرفي هَلاكٌ في اعوجاجِهما
وما استقاما سوى فوق انحناءاتي..!!
هذا انكساري وقد طالَتْ جدائله
يا سادنَ الدمعِ.. رِفقًا بانكساراتي!!