لا تحاولوا تغيير قناعاتي
جواد المعراج
البشر بطبيعتهم الفطرية يحبون مطاردة أفكارهم وطموحاتهم وقناعاتهم، ومن الممكن أن يعد الإنسان سعيا محموما فيأتي تحقيق ما يصبوا إليه أو قد لا يتم تحقيقه، فكل هذا بمشيئة الله وقدره، ووارد طبعا الاختلاف في القناعات والمستويات العلمية، والثقافية، والفكرية، والإبداع، والموهبة.
هذه الاختلافات المتنوعة تتولد في حياتنا اليومية، حيث يوجد من يتقبل ما تطرحه من وجهات نظر وأسئلة وآراء ومقالات، ويتفاهم ويتعايش ويتناقش معك، ويحب أن يشارك في الصفحة والحياة الخاصة بك.
من جهة أخرى هناك أناس مهما حاولت معهم من ناحية تغيير وجهات نظرهم، بأستخدام مختلف الطرق والوسائل والقدرات العقلية، في نهاية المطاف لن تستطع اختراق عقولهم ومبادئهم وقيمهم.
فعندها نقرأ كتب معينة أو مقالات لكُتَّاب، ليس شرطا أن نتقبل كل الذي يكتبوه ويطرحوه من أفكار متنوعة.
إن الاختلاف شيء جيد ولا يعد مشكلة، فالمشكلة هي أن هناك أشخاص يغضبون وينزعجون عندما ترفض الأطراف الأخرى التمسك بالقناعات الخاصة بهم، وأيضا يعتقدون أن قناعاتهم خاطئة في حال تم رفضهم، وبهذه الحالة يفقدوا ثقتهم بأنفسهم وإرادتهم وقدرتهم على تكوين علاقات متنوعة، بسبب وجود من لا يتقبل ما يكتبوه.
لا يمكنك إقناع جميع الناس بفكرة معينة مهما حاولت بشتى الطرق، لأنه يوجد متعصبين ومتطرفين ومتكبرين ومغرورين بكثرة وغيرهم من أشخاص، ومن الصعب جدا إقناعهم بأشياء معينة.
يجب عدم الاهتمام وتضييع الوقت مع من لا يقدر جهودك، فهذا الأمر يستنزف طاقتك الإيجابية والإنتاجية، فالأفضل هو التركيز على تطوير ذاتك ومبادئك الأخلاقية والاجتماعية، وتكوين العلاقات مع الأفراد الذين لديهم القدرة على الحوار والتواصل والتفاهم والتعايش الإنساني.