أقلام

للتمور شجون

د. خليفة الغانم

فيما يخص الزراعة عامة والتمور خاصة ولا سيما التمر الذي كان قبل عدة سنوات سعر المن حيث يزن ( ٢٤٠ كيلو غرام ) من الخلاص الأحسائي لايقل عن أربعة الاف ريال بينما هذه السنة ولثلاث سنوات مضت أو تزيد وصل سعره في الحضيض حيث يتراوح بين ٥٠٠ ريال إلى ١٠٠٠ ريال مما يتسبب هذا السعر إلى اضمحلال زراعة التمور مع أهميتها القصوى كمصدر غذائي هام ؛ وذلك لعدم الجدوى من زراعته اقتصاديا الذي لايسدد مصاريفه من عمال وأسمدة ومياه وكهرباء باهضة الفواتير ومستلزمات كثيرة إخرى .
للأسف لم نجد من المعنيين سواء التجار أوالزراعة أوالصناعة من يتبنى حلول مرضية للمزارعين وجذرية ومثله سائر المنتوجات الزراعية الأخرى من الخضار والفواكه .
من ضمن الحلول المقترحة لدعم استمرارية انتاج أصناف التمور ينطلق من حماية سعره عن الهبوط المخسر بحيث لايقل سعر المن عن ٢٠٠٠ ريال وذلك أن يتعهد بشرائه جهات رسمية أو أهلية وهذا سعر قد يقبل به المزارعون وفي نفس الوقت يدر أرباحا طائلة لمصنعي التمور فيما لوتم تحويل التمر إلى سلعة يتم تسويقها محليا وعالميا بمستوى جذاب ويراعي المعايير الصحية يلبي مختلف المناسبات والأذواق وبأسعار مربحة ، نلاحظ أن سعر كيلو التمر المحشي بالفستق أو الشكولاته يباع بسعر ١٥٠ ريال للكيلو الواحد في محلات التمور المميزة التي تراعي شروط علامات الجودة بدلا أن يسوق التمر برمله وترابه وبطرق تقليدية منفرة تفقد عامل النظافة والجودة والجاذبية وبالتالي يسوق كيلو التمر بخمسة ريالات فأقل وللأسف منال معظم هذه النعمة رميها في البحر أو للبهائم لعدم صلاحية إعدادها وقد أكرمها نبينا محمد ( ص ) وأوصى بها عن الإمام علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ( ص) ((أكرموا عمتكم النخلة … الحديث )) فهل أكرمنا ثمرة النخلة حقا ؟ .
عدم اقبال بناتنا وأبناؤنا على تناول التمور لهو خير دليل على الإخفاق في إعداده وتسويقه وتصنيعه كسلعة تنافسية بما يتماشى مع الجيل الصاعد للعصر الحديث الذي يتطلع للأفضل وفق مقارنة المتاح في السلع المعروضة .
سائلا الله العلي القدير أن يمن عليكم بالصحة والعافية وجميع غواليكم ويشملكم ببركات ليلة الجمعة ويومها المبارك في مزيد من النجاح لجميع أعمالكم الخيرة وتحقيق أهدافها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى