الشيخ البن سعد: تحويل المقابر إلى مسرح لتزاحم الفتيات والفتيان يؤذي الأموات
مالك هادي: الأحساء
“الإنسان المؤمن في حالة حراك وسير وتكامل، مالم يفارق دينه وعقله، فطبيعة التمسك بالدين والعقل أن يكون الإنسان في حالة من السير والتكامل، ولا يعني أنه في مأمن في سيره فقد يصطدم بالتخلف وهو متمسك بعقله ودينه”، بهذا افتتح سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد خطبة الجمعة لهذا الاسبوع في جامع الإمام الحسين ببلدة الحليلة في محافظة الأحساء.
وبين سماحته أن المؤمن قد يصطدم بالتخلف في فهمه لإشارات عقله، فالعقل إشارات ولكن الإنسان قد لا يفهمها، وقد يصطدم بالتخلف في تطبيقه لدينه، فقال: مهما يكن لدى المجتمع المؤمن من نشاط ديني أو همة اجتماعية أو حراك ثقافي فإنه يبقى مهددا بالنكسة.
وطرح البن سعد علاجا لهذه الانتكاسة التي قد يتعرض لها الإنسان من خلال وعيه باحتمالية الاصابة بها والتخلف على طريقه ليحذرهما، فقال: على مستوى التفاعل الديني هناك شعائر دينية كالعزاء تحولت إلى احتفالات بشكل آخر وكالحج لم يبقى إلا اسمه، وغيرها فننعى النشاط الديني بالتخلف والنكسة في حراكنا.
وتعرض سماحته لمجموعة من الأمثلة في التراجع والتغيير والتشويه أبرزها ترك ما تعود عليه الإنسان من عمل صالح، فقال: ومما تميزت به مجتمعات الشيعة في منطقتنا دعم المآتم، فالنذورات بنسبة 80% منها للمآتم، وكذلك الوقوفات والتبرعات وغيرها، وبرغم ظرف الجائحة الذي مررنا به انبرى جمع من الوجهاء لدعم المآتم عبر العالم الإفتراضي، فاختاروا خطباء لإحياء ذكرى عاشوراء عبر البث المباشر.
ودعا في مثال آخر للتراجع والتغيير مَن عزف عن المسجد بسبب الجائحة أن لا يترك صدقة الجمعة على الفقراء أو دعم المساجد الذي يعتبر من أبرز وجوه العمل الصالح، فقال: عدم حضورك للصلاة في المساجد لا يعني تركك لما تعودت عليه من عمل صالح في البذل.
وختم سماحته بمثال آخر للعمل الصالح وهو زيارة القبور وعدم الانقطاع عن هذا العمل، كما وجه انتقاده ما يجري في بعض المقابر وتحت مسمى الزيارة ماوصفه “مسرحا لتزاحم الفتيات والفتيان عشية الخميس” في ظل غياب كل آثار الخشية _على حد تعبيره _ وعلامات الخوف والإنابة إلى الله، فقال: يتولد من هذا عواقب على المستوى الروحي والسلوك، وهو ما يؤذي الأموات في قبورهم.