أقلام

جدتي والنجوم

ماريا رياض القضيب

كُنتُ أقضي مُعظم وقتي مع جدتي نتحدث عن كُل شيء و أي شيء!
نتحدث عن الحياة والموت وما بينهما،
عن السعادة والحزن .. عن البريق والانطفاء.
سألتها ذات مرة عن هوية النجوم الحقيقية التي تُزيّن السماء، فردت علي بحزن: أن النجوم هي أشخاص قد انتهت إقامتهم على الأرض، وعادوا إلى السماء.
وبأنهم كُلما تاقوا إلى أهل الأرض يراقبونهم من الأعلى.
كُنت على وشك سؤالها إذا كانت هناك مدة إقامة في السماء وتنتهي فيعود أهل الأرض للأرض، ولكني تراجعت عندما لمحتُ دموعها قد انهمرت من عينيها وهي تنظر للنجوم وكأنها تعرف الكثير منهم.
****
لم تعُد جدتي في المنزل.
أخبرتني أمي بأنها قد ذهبت إلى مكان أفضل لها.
ذهبتُ لزيارتها في ذلك المكان، لقد كان مخيفاً جداً.
لا أعتقد بأنه أفضل لها ولا لأي أحد آخر.
لقد كان واسعاً و ناصع البياض حتى أني قد ظننتُ من بياضه بأنني قد عُميت.
رأيت جدتي على الفراش نائمة، اقتربت منها وأخبرتُها بأن تعود للمنزل .. لم ترد علي.
ولكني أعلم بأنها قد سمعتني، وأنها مُشتاقة للعودة.
بعد أسابيع لم تكن جدتي في ذلك المكان المخيف
ولكنها مع الأسف لم تعد إلى المنزل.
حينها علمت بأنها تحولت إلى نجمة في السماء!
ندمت لأنني لم أسألها عن مدة الإقامة في السماء.
أصبحتُ لا أنام الليل إلا ونافذة غرفتي مفتوحة
لعلها تأتي وتطبعُ على جبيني قُبلة دافئةّ
أو لعل إقامتها في السماء تنتهي في منتصف الليل وتعود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى