الإمام المجتبى يتصدر حديث منابر الجمعة الحزينة
مالك هادي: الأحساء
في جمعة اتشحت بالحزن والسواد في ذكرى شهادة السبط الأول لرسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، نعت منابر الجمعة هذه الذكرى الأليمة وتناولت الحديث حول هذه الشخصية العظيمة من جوانب متعددة مبرزين فيها جانب الحكمة في قيادة الأمة، وجانب المظلومية التي سطرها التاريخ الإسلامي طوال هذه السنوات.
ففي مسجد الإمام الحسين ببلدة البطالية في الأحساء تناول سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد شخصية الإمام الحسن في علمه تحت عنوان (بالملك تملك الحسن النفوس لا بالملك) فقال: لقد حقق الإمام بسيرته العلمية قيماً ومن تلك القيم أن الدين ينفّذ بالحكم وينفُذ بالعلم، ومنها أن الحكم هو بأمر وبأيدي الناس، أما علم الدين فهو فوق رؤوس الناس كالنجوم.
وفي جامع الإمام الهادي عليه السلام ببلدة الجبيل تحدث سماحة السيد محمد باقر الهاشم عن مقام الإمام الحسن في القرآن والسنة، مستعرضاً مجموعة من النصوص القرآنية والروائية من كتب الفريقين التي تكشف المقام العظيم للإمام الزكي عليه السلام، كآيات التطهير والقربى والمباهلة، مؤكداً على أن التمسك بأهل البيت هو عينه التمسك بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فقال: لايمكن أن نفرق بين محبة الإمام الحسن وأهل البيت وبين أتباعهم أو قبول ما يصدر عنهم، فالآيات تشير إلى أن إمامته ملازمة لمحبته.
وتحت عنوان مظلومية الإمام الحسن كان حديث سماحة الشيخ إسماعيل الهفوفي يوم الجمعة، فأشار إلى اهتمام النبي من خلال النصوص المروية عنه بإبراز مظلومية أهل بيته عليهم السلام، وليس الغاية من إبرازها التأثير في نفوس المستمعين وليست من الأحداث الموضوعة التي تصنع في “بازار” الابتزاز السياسي لجني الثراء المالي، وإنما هي مظلومية حقيقة لا يمكن أن تنكر.
وذكر سماحته أن هذه المظلومية تكشف عن شناعة الظلم الذي تعرض له أهل البيت عليهم السلام، وهي التي تكون في نفوس الناس حجاباً يمنعهم من الركون إلى الظالمين، وهذا هو النهج الذي أعده النبي لنصرة أهل بيتهم وكل مظلوم.
وجاء حديث سماحة الشيخ عادل بوخمسين بعنوان: كيف واجه الإمام الحسن حملات التسقيط؟ فقال: لقد استهدف شخص الإمام الحسن وأريد تسقيطه، واستهدف تسقيط شيعته وأصحابه، ولم يكن التسقيط قد نال أفراد وأشخاص بل طال فكراً ومنهجاً معيناً.
وعلل الشيخ بوخمسين محاولة تسقيط الإمام إلى أن خصومه كانوا يدركون بالمقارنة بينهم وبين الإمام بأن كفة الإمام ترجح، فلم يكن أحد يستطيع أن يطرح نفسه في زمن الإمام موازياً لمقامه ومكانته عليه السلام.
وتحدث عن أدوات التسقيط التي مورست ضد الإمام الزكي عليه السلام، فسلطوا أناساً يتحدثون بين الناس كصوت إعلامي يشيع ويكذب سعياً للتسقيط، فاشتريت روايات مكذوبة للنيل من الإمام عليه السلام.
وأشاد سماحته إلى موقف الإمام تجاه ما يمارس عليه من ظلم بصفة الحلم حتى شهد له بعض أعداؤه كمروان بن الحكم، وواجه الإمام هذا العداء بالعطاء غير المنقطع فلم يعتزل عليه السلام العمل والعطاء، فكان ملجأً للمحتاجين والفقراء والمساكين، فطال عطاءه حتى أعدائه.
وفي جامع آل الرسول بالمبرز تحدث سماحة السيد هاشم السلمان في خطاب الجمعة عن الإمام الحسن عليه السلام بأنه انطلق من نفس المنطلق الذي انطلق منه رسول الله وأمير المؤمنين في طلب هداية الناس وإصلاحهم مع اختلاف الطرق والظروف.
وأكد السلمان أن الهداية تتمثل بتفصيل الشريعة وبيان أحكامها والدعوة إلى تطبيقها والإلتزام بمنهجها، فيرعى الإمام الأمة وتدبير شئونها بالهداية.
وختم حديثه بذكر وصايا للإمام الحسن عليه السلام مرتبطة بآداء الحقوق للآخرين والسعي في قضاء حوائجهم.