الشيخ المحمد صالح يقارن بين زيارة الرضا وزيارة الحسين
رباب حسين النمر: الأحساء
أشار الخطيب الحسيني حسن المحمد صالح إلى أنواع المظالم والتقصير في الواجبات الدينية التي لا تدخل ضمن نطاق الذنوب التي يغفرها الله للعبد عندما يزور الإمام الرضا عليه السلام، جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الرضا عليه السلام ليلة البارحة بالأحساء.
وافتتح حديثه بالآية الكريمة( يا أيتها النفس المطمئة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، منطلقاً من محورين:
الأول: فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام.
الثاني: انعكاس صفة الرضا على حياتنا اقتداء بمولانا الرضا عليه السلام.
وأشار المحمد صالح في حديثه حول المحور الأول إلى تميز الروايات الواردة في زيارة الإمام الرضا كمّاً وكيفاً ” لو رسمنا أسماء الائمة عليهم السلام في رسم بياني وفتشنا في فضل زيارتهم
وجدنا العدد الأكبر في خانة زيارة الإمام الحسين ع، ومن بعد الحسين ع الإمام الرضا ع فعدد الروايات الواردة في زيارته عجيب”
موضحاً أن ذلك لا علاقة له بالأفضلية، ولا نشك بأن النبي ص والزهراء والإمام علي والحسن أفضل، ولكنهم هم أنفسهم تكلموا في فضل تلك الزيارات.
وأوضح أن تلك الروايات كانت تتراوح من ناحية الكيف بين تفضيل زيارة الإمام الحسين و تفضيل زيارة الإمام الرضا، وأن العلماء الأفاضل أجابوا عن تلك المسألة بعدد من الأجوبة.
الجواب الأول:
إن زيارة الإمام الرضا أفضل من زيارة الحسين من ناحية الزائر وليس المزور، حيث أن زائر الرضا مطلقاً أفضل من بعض زوار الحسين ع فبعضهم زيدي وبعضهم إسماعيلي، ولكن زوار الرضا كلهم اثنا عشرية فلا يزوره إلا الخُلَّص.
الجواب الثاني: أن الروايات الواردة في زيارة الرضا أرادت أن تصرف الزوار إلى الإمام الرضا لظرف وحدث وقع في زمانه، لعلمهم أن الواقفية الذين أنكروا إمامة الرضا يصرفون الناس عنه، فأراد الأئمة إعادة توجيه الناس إلى الإمام الرضا (ع).
الجواب الثالث: أن
زيارة الإمام الرضا المخصوصة، أفضل من الزيارة المطلقة للحسين(ع)، مشيراً إلى بلوغ الزيارت المخصوصة لسيد الشهداء أربع عشرة زيارة، وإذا قورنت بزيارة الرضا(ع)، فهي أفضل منها بوجهيها: المخصوص والعام.
وفي خضم حديثه حول فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام استشهد بقول الإمام جعفر الصادق (ع) : “يخرج ولد من ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام إلى أرض طوس، وهي بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها غريباً، من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله تعالى أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل”.
موضحاً أن الذنوب التي يغفرها الله تلك التي بين العبد وربه، أما المظالم التي بين العباد،وهي إما أن تكون مظلمة في البدن، أو في المال، أو في العرض فهي لا تدخل في دائرة، الذنوب التي تغفر، ولا بد من إرجاع الظلامات.
وأضاف “كذلك الواجبات التي قصر فيها العبد بينه وبين الله لا بد أن يؤدي ما عليه من صلوات فائتة وصيام فائت”.
وأوضح المحمد صالح في المحور الثاني انعكاس لقب( الرضا) على حياة الإمام (ع) وأن الله هو الذي لقبه بهذا اللقب فهو رضاً في السماء والأرض، مبيناً مقامات الرضا الثلاثة:
رضا الله عن العبد،
ورضا العبد عن الله،
والرضا المتبادل بين الطرفين( راضية مرضية)، ومشيراً إلى رضاه عليه السلام بالقضاء والقدر وتحمله أذى الواقفية، والمأمون، وبلاءات عصره، ولفت إلى وجوب اتخاذ الإمام قدوة في هذا الجانب، ولا سيما في حياتنا الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، والتخفف من الانجراف وراء الإعلانات التجارية وملاحقة آخر الإصدارات وعدم الاكتفاء بما يملكه الإنسان من أدوات وأجهزة تتسم بالجودة والجدة.