مغناطيسية ماطر السعودي تباع في مزاد بـ 133 ألف دولار
بشائر: الدمام
طرحت منظمة الصحة العالمية العمل للبيع ويذهب ريعه إلى ضحايا كورونا، تبدأ القصة في العيادة وتنتهي فيها.
ربما يرتبط الأمر بـ “الجاذبية” في بعض جوانب القصة التي نحن بصدد سردها، وقد أعادت جذب الطبيب السابق إلى المهنة بعدما هجرها لمصلحة الفن.
فبعد سنوات من تركه مهنة الطب وتفرغه للفنن التشكيلي، يعود الدكتور أحمد ماطر إلى العيادة، لكن هذه المرة بعمل فني يلقي به التحية على زملائه السابقين، ومهنته التي يبدو أنها لا تزال تحظى بجاذبيتها لدى الفنان السعودي الشهير، إذ وضعت منظمة الصحة العالمية أحمد ماطر على رأس قائمة من فنانين عدة، على مستوى العالم، سيتقدمون أعمالهم الفنية في مزاد خيري دولي، تنظّمه دار “كريستيز” العالمية للمزادات، ويذهب ريعه بالكامل إلى الدول الأكثر ضعفاً في مواجهة فيروس كورونا، والمعرضة للخطر بسبب ضعف الأنظمة الصحية لديها.
مغناطيس بـ 133 ألف دولار
ونجح العمل الأول الذي تطرحه الدار والمنظمة الصحية في حصد 133 ألف دولار، خلال مزاد أقيم مساء الثلاثاء في لندن، بعدما افتتح المزاد عند 80 ألف جنيه استرليني (106.78 دولار أميركي)، ووضع حداً للنهاية عند 140 ألف جنيه استرليني (186.87 دولار أميركي)، وهو الرقم الذي قاربه عند إغلاق المزاد.
ويحكي ماطر قصة العمل الذي اسماه “المغناطيسية”، وطرحه للمرة الأولى في العام 2008، بأنه يمثل جاذبية ومغناطيسية الكعبة، “أتذكر عندما زرت الحرم المكي مع عائلتي قبل سنوات طويلة، حكى لي والدي قبل أن نصل أن للكعبة جاذبية خاصة، تشعر وكأنها تجذبك نحوها، هذا الوصف للشعور تجاه الكعبة وجدته لدى كثيرين، الجاذبية والمغناطيسية لهذا المكعب الأسود”، ومنها ولدت فكرة تصوير الكعبة بالمغناطيس.
وأضاف ماطر، “عملت على بناء العمل الفني حول هذا المفهوم، كيف تجذب الكعبة المحيطين بها، وكيف تتكون الحركة حولها، إذ تتحرك برادة الحديد حول المغناطيس الأسود من طريق التجاذب والتدافع، هذه هي الحال التي نعيشها عند الطواف”. الأمر الذي يصور فكرة حركة الطائفين في “البيت” ذي الجاذبية الأكبر في العالم الإسلامي.
تحية إلى الزملاء السابقين
وحول تكون فكرة المزاد، وتصدر “المغناطيسية” قائمة الأعمال التي سيتم طرحها على مدار العام الحالي لتمويل جهود منظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورونا، يقول ماطر، “بداية الأزمة ألقيت محاضرة عن بعد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عن دور الفن في مثل هذه الظروف، وكيف يمكن أن يكون حلاً لمواجهة الأزمات النفسية المترتبة عند حالات الإغلاق وحظر التجول”، إلا أن الأهم أتى بعد ذلك، “بعد فترة من المحاضرة تواصلت معي دار كريستيز، وأبلغتني أنها تعتزم بالتعاون مع المنظمة إطلاق مبادرة فنية لجمع التبرعات للجهود الصحية في مواجهة الوباء، وطلبت مني تقديم أول عمل في سلسلة المزادات التي ستستمر لعام تقريباً”.
أما عن اختياره أولاً، فيقول “أعتقد أن المحاضرة التي ألقيتها كانت سبباً في ذلك، أضف إلى ذلك أنني طبيب، وأمضيت في العيادات سنوات طويلة، أعتقد أن هذا كان سبباً أيضاً، لكن في كل الأحوال كنت متحمساً كثيراً، وقررت أن أقدم عمل المغناطيسية الأهم بالنسبة إلي للقطاع الصحي، كتحية ورسالة وفاء لزملائي ومهنتي السابقة”. هكذا قدم عملاً يجسد الكعبة التي كانت أيقونة المرحلة العصيبة بعد ظهورها للمرة الأولى خالية من الطائفين نتيجة الإغلاق، بحسب ماطر.
ويبدو أن استنتاج ماطر في شأن سبب اختيار عمله على رأس القائمة الفنية كان في محله، إذ يعلق ديرك بول، رئيس مكتب “كريستيز” في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في حديثه عن المزاد قائلاً، “تسعد دار كريستيز بتقديم عمل أحمد ماطر كأول قطعة في مشروع المزاد الذي نقيمه لمدة عام، كونه أحد أشهر الفنانين في السعودية، إضافة إلى كونه طبيباً وفرداً نشطاً للغاية في تعزيز نقاط القوة الفنية المختلفة في منطقته، ويكرس جهده لجعل الثقافة في متناول أكبر عدد ممكن من أبناء جيله”.
وأعلنت الدار أنها تهدف من خلال المشاركة في هذا المشروع إلى تعبئة الفنانين والمهنيين الصحيين منهم لزيادة الوعي في شأن أهمية المشاركة في الجهد العالمي للتعافي من كورونا، وجمع الأموال لدعم الدول الأكثر ضعفاً.
وأضافت، “ستشمل المبادرة التي بدأت الثلاثاء سلسلة من المزادات تستمر حتى ديسمبر (كانون الأول) 2021، جنباً إلى جنب مع عدد من الفعاليات التعليمية التي تغطي جميع المواضيع الضرورية ذات الصلة، مثل الاستجابة للطوارئ، والحفاظ على الصحة العقلية في مثل هذه الظروف، والآثار البيئية”.
وسبق أن عُرض عمل ماطر منذ 2008 على منصات دولية عدة، أهمها “المتحف البريطاني” في 2012، ومتحف “بروكلين” في نيويورك في 2018، و”بينالي فينس” خلال 2013.
*اندبندنت