الشيخ بوخمسين يدعو مراكز القوى لتكثيف المؤسسات الخيرية وصد انتشار الانحراف
مالك هادي: الأحساء
“التواصل والتعاون والتكافل على هو وجه من وجوه التقوى، ومصداق من مصاديقها، وهي من أبرز السبل إلى الله تعالى” بهذا استهل إمام جامع الإمام المهدي بحي الراشدية في الأحساء سماحة الشيخ حسين بوخمسين حديث الجمعة لهذا الأسبوع.
وأشار الشيخ بوخمسين إلى أن كثيراً ما تصاب المجتمعات بالمحن والنوازل والمصائب، وبالبحث عن أسبابها نجد أن التخاذل والتفكك ووجود الانشقاقات والنزاعات بين فئات المجتمع هي السبب في ذلك، وقال: التكافل والترابط والتعاون هو الذي يضمن وحدة الصف الاجتماعي، وهو الذي يعالج المشاكل الاجتماعية، ويضمن الانسجام والوئام بين أفراد المجتمع، وتكافل كافة القوى الدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية تنجي المجتمع من الابتلاءات الطبيعية، وتكون الأمة في مصب رحمة الله تعالى.
وأكد سماحته أن التاريخ ذكر لنا العديد من شواهد لأمم مرت كان يسودها التعاون والتكافل والترابط حتى لو لم تكن في طريق الله تعالى، فأصبحت أمة راشدة ونامية، وأننا لا نزال نرى بعض المجتمعات التي يسودها نظام اجتماعي عادل فهي مجتمعات ناحجة نامية.
كما شدد بوخمسين على أن أية أمة ترعى العدل والعدالة والإنصاف بين أبناء المجتمع ولو بقوة القانون من أي دين كانت، فهي أمة راشدة نامية وقوية ومستقرة، وفي مقابل ذلك قال: لو أن أمة كانت تدين بأفضل وخير دين ولكن يسودها التشتت والتفرق والتنازع، فهي أمة خائرة ضعيفة.
ومن جانب آخر أكد على أن الروايات الشريفة أكدت على وجود مجموعة من القيم التي إذا اتصف بها أي مجتمع من المجتمعات فإنه يُعد مجتمع راشد مستقر، وأن التخلف عن هذه القيم يؤدي بالأمة إلى الانهيار وتصاب بسلسلة من البلاءات والتقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية وسواها.
وذكر سماحته أن من ضمن هذه القيم إغاثة الملهوف والمحتاج، فقال: ونحن نلاحظ في هذه الأيام كثرة من يتقدمون إلى الجمعيات الخيرية وبعض أصحاب الأموال طالبين المعونة، وأمام هذه الظاهرة نحتاج وجود مجموعة مؤسسات تحت رعاية الدولة أو أهلية مدنية تتواجد في الأحياء والمدن ترعى شؤون الفقراء والمحتاجين والملهوفين، وعدم رعايته مثل هؤلاء يكون سبباً من أسباب البلاء.
وعن قيمة أخرى من تلك القيم أكد سماحته على فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: إذا تركنا هذه الفريضة فإننا سنصاب بالبلاء، فنرى الآن من المنكرات مالا نجده في السابق، ولاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تتحكم فيها أطراف صهيونية وماسونية وأصحاب المصالح والأنانيات فيحاولون إضلال الشعوب المسلمة، وكلما تعددت أنواع الانحرافات ستتجدد ألوان البلاءات التي تصيب المجتمعات.
ودعى الشيخ بوخمسين المجتمعات إلى التفكير في كيفية صد موجات الانحرافات التي انتشرت بين الناس، وكيف تتعاون مراكز القوى من طلاب علوم دينية إلى مثقفين، وإلى أصحاب الأموال والوجهاء في المجتمع صعوداً إلى المسؤولين في سلطة البلاد، وأن عدم الحرص على وجود الصلاح والتعاون والتكافل فإن الأمة ستنهار.
وفي الختام أكد سماحته على أهمية استثمار ثقافة العوائل والعشائر للتقارب أكثر بين الأرحام مما يشكل حالة التعاون والتكافل الاجتماعية، فاجتماع أبناء العشيرة الواحدة لتقصي أخبار أبنائها من فقراء أو من المنقطعين بعمل لجان لتتبع هذه الحالات يخلق حالة التكافل الاجتماعي، مما يؤدي إلى نزول البركات والخير من السماء.