ابن المقرب يحتفي بلغة الضاد
بشائر: الدمام
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقام ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون – فرع الدمام فعاليته السنوية أمسية (ض) اللغوية، وذلك مساء يوم الخميس الماضي، بحضور نخبوي وجماهيري وسط إجراءات صحية احترازية.
بدأت الأمسية بتقديم الشاعر حسين آل عمار ، الذي نوه في مقدمته بأهمية اللغة العربية ومدى اهتمام المملكة باللغة العربية والحفاظ عليها.
وافتُتحت الأمسية بكلمة ملتقى ابن المقرب الأدبي التي ألقاها الأديب الأستاذ جاسم المشرف، والذي رحب بداية بالحضور، ثم تطرق في كلمته إلى أهمية اللغة في تكوين الهوية والحضارة، مستعرضًا أهم خصائص لغة القرآن ونقاط قوتها، داعيًا إلى تكثيف الاهتمام باللغة العربية من خلال الأمسيات والمحاضرات والمسابقات التي تعزز جانب الاهتمام باللغة العربية وتعيدها إلى مكانتها التي تليق بها.
ثم كانت الفقرة الرئيسية الأولى بمحاضرة للأستاذ الدكتور مصطفى الضبع، أستاذ البلاغة والنقد الأدب في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، التي حملت عنوان (المجامع اللغوية وخدمة اللغة العربية) والتي تأتي انطلاقا من فكرة أساسية تقوم على أن اللغة منتجة الفكر بوصفه برنامج تشغيل الإنسان تستهدف المحاضرة طرح موضوع المجامع اللغوية ودورها في خدمة اللغة ، تتبلور أفكار المحاضرة في عدد من النقاط الأساسية :
1- اللغة : الفكر والشعور .
2- نظام اللغة وتنظيمها .
3- المجامع اللغوية النشأة والضرورة .
4- جهود المجامع اللغوية في خدمة العربية .
5- النتاج العلمي للمجامع .
6- عصرية المجامع وظهيرها الالكتروني .
7- المجامع والمؤسسات العلمية المختلفة : التعليم – الإعلام – الأقسام العلمية – المراكز الثقافية.
وفي ختام المحاضرة فُتح باب المداخلات والأسئلة حول محور المحاضرة.
ثم انتقلت الأمسية للفقرة الرئيسية الأخرى، وهي الأمسية الشعرية للشاعرين المبدعين الدكتور سلطان السبهان والأستاذ إبراهيم الحاجي، والتي توزعت على جولتين.
بدأ الشاعر سلطان السبهان الجولة الأولى بنص (فضاء)، حيث يتوحد الفضائي مع الشاعر في انعتاقه من الجاذبية والتخفف من كل شيء.
ثم ثنى بنص (موشى للغريب) يقول فيه:
ودخلْتُ من جهةِ الهديلِ.. على فمي
نهرُ المجازاتِ التي تتجدّدُ
وزرعتُ صوتيَ في اهتزازِ سنابلٍ
سمراءَ تَهجِسُ بالجياعِ فتُنْشِدُ
بعدها جاء دور الشاعر إبراهيم الحاجي، حيث افتتح جولته بنص (حمحمة الورد) الذي منه:
وفتحت باب الركض فانهمرتْ
بنا يا مهرة ما بيننا الأيّام
تتسارع الأنفاس يلهبها الهوى
ينحل من شوق هناك زِمام
نتجاوز المعنى الذي في قلبنا
نبضا إلى حيث الحياة سلام
ثم ألقى نصه الثاني الجميل (غيمة حالمة ) الذي أهداه لابنته (فاطمة).
وجاء في نصه الثالث (تشجّرتُ بالورد):
وتشجَّرت بالوجد روحي
غصناً هنا وهناك زهْرَه
قد أورقت فيَّ الأماني
فمضيت بالأفكارُ خَضْرَةْ
وخرجْتُ مِنْ أَفْكَارِ دَارِي
ودخلت آفاقَ المَجَرَّةْ
ثم ختم دوره بنص ( سحب الحنين).
ثم عادت الجولة إلى الشاعر السبهان حيث بدأ جولته الثانية بقصيدة (جمرة عطا) التي أهداها للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، والتي جاء فيها:
الشعرُ ذاكرةُ الإنسانِ إن حَنّا
عزفٌ عل وتَرٍ من غربةٍ : أنّا
بدرٌ هو الشعرُ مشغولٌ برحلتِهِ
مُذ كان: يصحبُنا أُنساً.. ومُذ كُنّا
ثم ألقى نصًا آخر برائحة الشمال، حيث يزخر بتاريخ وذاكرة وأغنيات الشمال. تلاه بنصه الندي الآخر (أولها وآخرها)
بعدها جاء دور الشاعر الحاجي، والذي بدأه بنص (الشعر وليّ الأشياء)، ثم تلاه بنص (حُمى الظلال) والذي أهداه إلى والده الذي لم يره.
وختم جولته بنص (ترمّد القمر) إذ يقول فيه:
كأنّ عمريَ في مسرى مواجعه
شمس تجر ضحاها في دروب دمي
والليل خيمة أوجاعي بجانبها
ترمّد القمر /السّاري مع السّأمِ
الختام والتكريم
في ختام الأمسية قام رئيس الملتقى الأستاذ علي طاهر ورئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام الأستاذ يوسف الحربي بتكريم المشاركين، والتقطت الصور الجماعية التذكارية .
جدير بالذكر بأن الأمسية صاحبها معرض حروفيات الفني، والذي افتتحه رئيس تحرير صحيفة اليوم الأستاذ عمر بن عبدالعزيز الشدي، والذي شارك فيه العديد من الفنانين والفنانات بلوحات جمالية ذات تراكيب حرفية إبداعية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي سيستمر لمدة 10 أيام .