طائرات بدون طيار للتنقل بين الجزر لتحقيق المساواة في توزيع اللقاحات
بشائر: الدمام
لا يوجد إلا أماكن قليلة أفضل من ميامي لتوضح صعوبة المساواة في الحصول على اللقاحات في ظل اقتصاد عالمي وسط الجدل الدائر حول ما إذا كان الأغنياء سيحصلون على تطعيمات كوفيد -19 قبل الفقراء، أو سكان المدن قبل المجتمعات الريفية.
وتعتبر ميامي هي موطن أغلى رمز بريدي في أمريكا، وهي المدينة المشمسة على الطرف الجنوبي لولاية فلوريدا. كما أنها أيضا جسر الشحن الجوي الرئيسي بين العالم المتقدم وهايتي ونيكاراغوا ودول أخرى فقيرة عبر منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
هذا يضع مطار ميامي الدولي، أحد أكبر مراكز الشحن في الولايات المتحدة وواحد من المراكز القليلة المعتمدة للتعامل مع المستحضرات الدوائية، على مفترق طرق رئيسي في محاولة لتوزيع جرعات اللقاحات بسرعة على الجماهير في الولايات المتحدة وجيرانها الفقراء في الجنوب.
في أوروبا والولايات المتحدة، ستذهب اللقاحات إلى كبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية وأول المستجيبين (العاملين في الطوارئ) قبل توزيعها على عامة السكان. ومن المحتمل أن يستغرق “سباق التتابع” اللوجيستي عدة أشهر والذي ينطلق في نهاية هذا الأسبوع بين شركات صناعة الأدوية وشركات الشحن “فيدكس كورب “FedEx Corp. وشركة “يونايتد بارسيل سيرفيس إنك United Parcel Service Inc” وشركات الشحن الجوي وشركات النقل بالشاحنات.
في وقت متأخر من يوم الجمعة، منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحا طارئا للقاح طورته شركتي “بي فايزر “Pfizer Inc وبيوإنتك إس إي BioNTech SE”. وقال “جوستاف بيرنا”، الجنرال بالجيش الذي يشغل منصب كبير مسؤولي العمليات في العملية الحكومية التي تحمل مسمى “السرعة القصوى”، يوم السبت إن اللقاحات سيبدأ نقلها من المصنع إلى مراكز التوزيع يوم الأحد.
التوزيع المركزي
في غضون أيام، سيجري تقديم التطعيمات في مواقع مركزية بما في ذلك أكبر مستشفى في ميامي، “جاكسون ميموريال”. ورغم أنها بشرى سارة للسكان المحليين، إلا أن مسؤولي مطار ميامي يطرحون أسئلة أوسع تتعلق بدورهم في إدارة أكثر بوابات البلاد ازدحاما للشحن الجوي الدولي.
ماذا عن أماكن مثل جزر الباهاما؟، وهي أرخبيل من الجزر ذات كثافة سكانية منخفضة تبدأ من على بعد 50 ميلا قبالة ساحل فلوريدا وتمتد عبر 100000 ميل مربع من المحيط.
قال “أمير بينيدا”، مدير التبادل التجاري عبر الطيران والخدمات اللوجستية في مطار ميامي: “سيستغرق الأمر وقتا طويلا – ولن يكون هذا سهلا”. تابع: “من المحتمل أن تكون المناطق الحضرية، والمدن الكبيرة، هي أول من يستفيد من اللقاحات”.
وأوضح أنه عندما يبدأ التوزيع في مناطق نائية أكثر، سيصبح الأمر أكثر صعوبة، متسائلا عن كيفية الوصول إلى كل جزيرة من تلك الجزر الصغيرة مشيرا إلى أنها ستكون مهمة صعبة.
ولا تعد مركبة التوصيل سوى جزء من التحدي. وتحتوي شحنات “بي فايزر- بيوإنتك” على ثلج جاف وقد تكون هناك حاجة إلى المزيد لمنع التلف في المرحلة الأخيرة من الرحلات الطويلة. لكن “بينيدا” قال إن فلوريدا ليس لديها صانعات ثلج جاف، لذلك سيتم نقل الإمدادات من الثلج بالشاحنات من ولاية جورجيا وهي ليست مشكلة كبيرة، إذا كانوا يعرفون فقط مقدار ما سيحتاجون إليه ومتى.
وأوضح بينيدا أن هناك طلبا كبيرا، وعدم المعرفة جزء من المشكلة الكبيرة.
قبل قرار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الجمعة، حدد المسؤولون في مطار ميامي أن المنشأة بها 395 ألف قدم مربع من المساحات المبردة، 27 ألف منها مخصصة للأدوية. وقاموا بتنظيف مدرج المطار على أساس توقع أن طائرات نقل جرعات اللقاح ستحتاج إلى مكان لركنها. كما حددوا منطقة لوقوف الشاحنات وحددوا أنماط حركة المرور لتجنب ازدحام الحمولات ذات تاريخ انتهاء الصلاحية القصير.
في النهاية، ستصبح الولايات المتحدة مُصَدِّرا صافيا للقاحات بدلا من كونها مستهلكا كبيرا لها.
في غضون ذلك، فإن العديد من الشحنات التي منشؤها أوروبا وآسيا سوف تمر عبر ميامي على متن رحلات متجهة إلى البرازيل أو جامايكا، حيث يتم تجهيز المستودعات للتوزيع.
بالنسبة إلى الأماكن الأكثر صعوبة في المنطقة، قال “بينيدا” إن طائرات التحكم عن بعد “درونز” يمكن أن تكون هي الحل، بعد أن نجحت بالفعل في توصيل الأدوية في الأجزاء التي يصعب الوصول إليها في أفريقيا وكندا.
قال: “الاعتماد على الطائرة بدون طيار أصبح حقيقة، وهناك أحجام وقدرات ونطاقات مختلفة”. وأشار إلي أنه ليس الخيار المفضل للتوزيع على نطاق واسع، ولكنه قد يكون أداة جديدة في جيب سلسلة التوريد.