في رثاء القاسم ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام
عادل السيد حسن الحسين
إِنَّ الْقَصِيدَ بِقَاسِمٍ يَتَوَسَّلُ
وَلِخَوْفِهِ وَمُصَابِهِ يَتَوَجَّلُ
إِذْ بَاتَ مِنْ ظُلْمِ الْعِدَى مُتَخَفِّيًا
لَهْفِي لَهُ مِنْ خَائِفٍ يَتَسَلَّلُ
حَيْثُ اخْتَفَى عَنْ عَيْنِهِمْ وَرِجَالِهِمْ
حَتَّى يَكُونَ بِمَأْمَنٍ لَا يُقْتَلُ
وَقَدِ انْتَهَتْ رِحْلَاتُهُ حَتَّى أَتَى
دُورًا بِبَاخَمْرَا وَفِيهَا يَعْمَلُ
لَمْ يَعْرِفُوا عَنْ أَصْلِهِ وَدِيَارِهِ
حَتَّى مَضَى عَنْ حَيِّهِمْ يَتَوَكَّلُ
لَكِنَّهُ أَوْصَى وَأَخْبَرَ أَنَّهُ
بِمُحَمَّدٍ وَبِآلِهِ يَتَأَصَّلُ
فَبَكَوْا عَلَيْهِ حَسْرَةً لِفِرَاقِهِ
إِذْ لَمْ يَرَوْا إِلَّا جَمَالًا يَرْفُلُ
وَجَرَتْ دُمُوعٌ مِنْ عُيُونِ أَحِبَّةٍ
فِي فَقْدِهِ فِي غُرْبَةٍ كَمْ تُذْهِلُ
رُزْءٌ بَكَاهُ مُحَمَّدٌ وَالْمُرْتَضَى
وَبَكَتْ عَلَيْهِ فَاطِمٌ وَالْمَنْزِلُ
وَبِلَوْعَةٍ نَاحَتْ عَلَيْهِ زَوْجُهُ
تَبْكِي بِحَرِّ فُؤَادِهَا وَتُظَلِّلُ
لَمْ أَنْسَ طِفْلَتَهُ الَّتِي فَقَدَتْ
رِعَايَتَهُ وَبَاتَتْ بَعْدَهُ تَتَأَمَّلُ
تَدْعُوهُ مَنْ لِيَتِيمَةٍ يَتَّمْتَهَا
تَبْكِيهِ حُزْنًا وَالسَّمَاءُ تُجَلْجِلُ
وَإِلَى مَدِينَةِ جَدِّهَا رَحَلُوا بِهَا
حَتَّى أَتَتْ دَارًا بِهَا مَنْ تُعْوِلُ
وَبِـبَابِهَا لَاذَتْ تُنَادِي حَسْرَةً
يَا جَدَّتِي جَارَتْ عَلَيْنَا الْمِعْوَلُ
خَرَجَتْ بَنَاتُ مُحَمَّدٍ وَدُمُوعُهَا
تَهْمِي عَلَى وَجَنَاتِهِنَّ تُوَلْوِلُ
وَرَأَيْنَ فِيهَا مِنْ شَمَائِلِ قَاسِمٍ
وَالحُزْنُ مِنْهَا آخِذٌ وَتَثَكُّلُ
وَالْجَدَّةُ الثَّكْلَى بَكَتْ لَمَّا رَأَتْ
فِي فَاطِمٍ ابْنًا قَضَى يَتَوَسَّلُ