الشيخ اليوسف: للارتباط بالقرآن الكريم آثار وبركات كثيرة في الدنيا والآخرة
بشائر: الدمام
جاء في خطبة الجمعة هذا الأسبوع للشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف أن من أفضل الأعمال عند الله تعالى الاهتمام والارتباط بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً وعميقاً؛ لأنه كتاب الله، ووحي الله، وقول الله، وكلام الله، وهو أقدس كتاب على وجه الأرض.
وأضاف قائلاً: القرآن الكريم هو الكتاب الإلهي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى للعباد ليعملوا بما جاء فيه، ويستضيئوا بنور هديه، كي ينعموا بالحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
وأشار إلى أن القرآن الحكيم كتاب هدى وهداية، وموعظة وبيان، وتبشير وإنذار، وشفاء لما في الصدور؛ وهو منهج حياة، ودستور عمل، وهو كتاب للأحياء وليس للأموات.
وبيّن أن الارتباط به تلاوة وحفظاً وتفسيراً وتدبراً ومدارسة وعملاً بما فيه من أفضل الطرق لتحقيق الهداية المطلوبة قرآنياً، فهو الهادي لطريق الحق كما أشار القرآن نفسه إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
وقال: حتى يكون الارتباط بالقرآن الكريم قوياً وعميقاً لابد من القراءة الواعية، والتفاعل العاطفي والوجداني بكل أحاسيسنا ومشاعرنا ووجداننا مع آيات القرآن الكريم، فعندما نقرأ القرآن علينا أن نستشعر وكأننا المخاطبون به مباشرة، فنحزن عندما نقرأ آيات التخويف، ونفرح لما نقرأ آيات البشارة، ونتدبر فيما نقرأ ونتلو من آياته الشريفة، ونطبق ما جاء فيه على أنفسنا وندعو من حولنا لفعل ذلك.
واعتبر أنه كلما وعى الإنسان القرآن الكريم تفاعل معه عاطفياً ووجدانياً بكل مكوناته القلبية والعقلية والجسمية، وتأثر أكثر بتعاليمه وأوامره وأحكامه ومفاهيمه، وكان أقرب لتطبيقها على نفسه بصدق وإخلاص.
ثم تحدث الشيخ اليوسف عن آثار وبركات الارتباط بالقرآن الكريم في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يقوي الإيمان، ويجلب التوفيق، ويوجب البركة، ويزيد في الرزق، ويشرح الصدر، ويجعل اللسان طلقاً.
وتابع: من تلك الآثار أيضاً: تزكية النفس وتهذيبها، وصلاح الظاهر، وسلامة الباطن، ونظافة القلب، وطهارة الروح.
وعن آثار وبركات الارتباط بالقرآن الكريم في الآخرة قال: أنه كفارة للذنوب وأمان من العذاب، والفوز برضوان الله وجنته، وتلك غاية الغايات، ومنتهى آمال المتقين.
وأوضح أن للقرآن الكريم أثراً في تهوين سكرات الموت، وتخفيف آلام الاحتضار، وتبريد حرارة خروج الروح من الجسد كما تشير إلى ذلك الروايات الشريفة.
وقال: إن على الإنسان أن يبدأ يومه بتلاوة ما تيسر له من القرآن الكريم حتى يوفقه الله في حياته، وتكون بداية يومه بداية خير وصلاح، تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾.
وأوضح أن الاستماع إلى القرآن الكريم أيضاً فيه أجر وثواب عظيم، وعلى الإنسان استثمار بعض أوقاته في ذلك، فبالإمكان يومياً وهو ذاهب بالسيارة وراجع بها أن يستمع إلى آيات من القرآن الكريم، فنحن نقضي جزءاً من أوقاتنا في كل يوم في الذهاب والمجيء وهي فرصة للاستماع إلى آيات شريفة من القرآن الكريم.
ونبّه من الغفلة عن تلاوة القرآن الكريم، أو هجرانه وتركه، لما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَشْكُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مَسْجِدٌ خَرَابٌ لَا يُصَلِّي فِيهِ أَهْلُهُ، وَ عَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ، وَ مُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهِ الْغُبَارُ لَا يُقْرَأُ فِيهِ».
ودعا في نهاية خطبته إلى التتلمذ على مائدة القرآن الكريم، والاستنارة بنور هديه، والاستضاءة بمصباح إرشاداته، والسير على نهج تعاليمه، والعمل بأحكامه، والتخلق بأخلاقه، وعندها يكون الإنسان قرآنياً قلباً وقالباً.