أقلام

إنه موفَّق والله..!؟

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (١٣)

النعم الإلهية على العباد كثيرة، وقلة هم من يوفقوا لشكرها، و حسن استثمارها { وَقَليلٌ مِن عِبادِيَ الشَّكورُ }.فالحياة، والصحة، والشباب، والعلم، والمال، والأولاد، وغيرها كلها نعم الله بين أيدينا، والتي إنما تدوم وتربوا بالحفاظ عليها، وصرفها في محلها، و التنافس في بذلها. {مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ…}.
والنعم تعد فرص سريعة الفوت بطيئة العودة، وقد لا تعود، فإما أن ترحل عنا، أو نرحل عنها، والعاقل الراشد هو من يحسن استثمارها قبل زوالها .قال الإمام علي (ع): الفرص تمر مر السحاب ).
كما علينا أن لانغفل عن موقف عظيم سنقفه بين يدي المنعم المتكرم، فيحاسبنا على ما أعطانا من نعم.. كيف حفظناها.. ؟ وأين أنفقناها..؟ .

وشكر النعم وحسن استثمارها، والتنافس في بذلها يحتاج إلى توفيق، فليس كل أحد يهتدي لذلك.

قبل أيام لقيت تاجرًا خيرًا، وعند توديعه خارج منزله قال لي : هذا ما موفقني الله إليه .. وأشار إلى مسجد كبير تحفه حديقة جميلة، وإلى جنبهما حسينية مباركة، بجوار بيته قد وفق لبنائهم ، مضافًا لبصماته الخيرة في كثير من الأماكن ..وقال لي: لقد نصحني بعضهم أن استثمر مع الله في نعمه، لأربح الدارين، ويبقى لي الذكر الطيب بين الناس، قبل رحيلي وترك ما جمعت وراء ظهري، وقد ثمنت النصيحة، فلم أجد أثمن منها .. إنه والله شخص موفق… فكم عندنا مثله …؟ نحن بحاجة لنفوس نقية، وعقول واعية تحسن استثمار نعم الله، والفرص قبل فواتها .. فقد وجدنا أناس جمعوا، وحرصوا، و بخلوا.. ثم رحلوا، و ورثهم الوارثون، أما هم فقد اصبحوا صفحة من الماضي… بذلك ضيعوا الفرصة، ولم يحفظوا النعمة..والسؤال: هل نحن موفقون ..!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى