إضاءة على كتاب (كيف تؤلف كتابك الأول) لمؤلفه الأستاذ محمد الحسين
علي محمد عساكر
انطلاقا من تواضع الأخ العزيز الأستاذ محمد الحسين وحرصه على أن يخرج كتابه (كيف تؤلف كتاك الأول) بأبهى حلّة، وأفضل صورة ممكنة، عرضه قبل طباعته على بعض المهتمين طالبا انطباعهم عنه، ورأيهم فيه، وقد شرفني متفضلا مشكورا بأن أكون واحدا من هؤلاء، حيث أرسل إليّ مسودة الكتاب ودارت بيننا مكالمة وضّح لي خلالها ما يريده مني، فكتبت له هذه الكلمة التي تضمنت أمورا ثلاثة:
1- انطباعي عن الكتاب.
2- ملحوظاتي حوله.
3- مقترحاتي بشأنه.
ومن باب التعريف بهذا الكتاب الذي من الجيد أن يطلع عليه من يريد أن يلج إلى عالم الكتابة الجميل ليستفيد منه، أضع ما قلته في الانطباع والمقترحات، وأترك الملحوظات كونها خاصة بالكاتب، فقد قلت:
أخي الحبيب الأستاذ محمد الحسين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لما منحتي من ثقة وتشريف بالاطلاع على كتابك الرائع (كيف تؤلف كتابك الأول) الذي هو -بكل صدق- من الكتب الجميلة جدا في هذا المجال.
استجابة لطلبك الكريم كتبت هذا الانطباع (على السريع قبل قليل) وآمل أن ينال إعجابك.
كما أنني قبل المكالمة معك أمس، كنت قد سجلت بعض الملحوظات على الكتاب، ستجدها بعد كلمتي الانطباعية، وهي لا تعدو وجهات نظر شخصية قد تكون غير صحيحة، ولك حرية الأخذ بها أو الرد لها.
أخوك/ علي محمد عساكر.
هذه كلمتي الانطباعية:
لقد اطلعت على كتاب (كيف تؤلف كتابك الأول) لمؤلفه الكريم، الأستاذ محمد الحسين، فرأيته من الكتب المهمة المؤلفة في هذا الباب، وربما امتاز على غيره بأمور كثيرة، منها:
1- الاختصار غير المخل للمطولات التي تشتمل على تفاصيل التفاصيل، ليركز على الأهم فالأهم مما يحتاجه المؤلف ليتمكن من تأليف كتابه الأول.
2- عرض المادة بلغة عصرية حديثة، تقوم على المخاطبة المباشرة، وتجمع بين جودة السبك، وجمال التعبير، ووضوح المعنى…ليكون مناسبا لجميع الشرائح من دون استثناء.
3- شرح المطالب وتوضيح الأفكار بالرسومات والأمثلة العملية المساعدة على الفهم والاستيعاب، كما هو الحال في كيفية اختيار الموضوع، وطريقة كتابة المقال…. وغيرها.
4- لا يكتفي هذا الكتاب ببيان المنهج العلمي الصحيح الذي يجب سلكه في الكتابة والتأليف، أو الطريقة المثلى التي يجب إتباعها ليتمكن المؤلف من تأليف أولى كتبه ومؤلفاته، بل هو -إضافة إلى ذلك- يستعرض بعض المعوقات المحبطة، أو الصعوبات التي قد تواجه هذا الكاتب أو ذاك فتعيقه عن الكتابة، ويقوم بمعالجتها، ويبين كيفية التخلص منها، ليتمكن الكاتب من الانطلاق في مشروعه الكتابي دون أن يشعر بأية معوقات، أو يلاحظ أية صعوبات.
5- إضافة إلى معالجة الصعوبات، يقوم هذا الكتاب على التحفيز والتشجيع، ومحاولة إقناع القارىء بأن الكتابة ليست موهبة خاصة بفئة من الناس دون أخرى، بقدر ما هي مهارة يمكن لكل إنسان اكتسابها، بل والتفوق فيها، ليمنح كل من يريد ممارسة هذا الفن الجميل، ويتعامل مع القلم والقرطاس الثقة بنفسه، ويدفعه -بكل قوة- إلى الشروع في الكتابة والتأليف، والأمل يحدوه بالنجاح والتوفيق.
6- لا تقف مهمة هذا الكتاب عند حدود بيان المنهج العلمي الصحيح للكتابة بذلك الأسلوب الواضح الجميل، ولا عند حدود التحفيز والتشجيع المانح للثقة والأمل والتفاؤل، ولا عند حدود معالجة المعوقات بما تولده من يأس وإحباط، بل يتجاوز ذلك إلى تعريف الكاتب بالطريقة الصحيحة التي عليه إتباعها في نشر كتابه والتسويق له، ليحظى بالانتشار على أوسع نطاق.
إلى خصائص ومميزات أخرى كثيرة يمتاز بها هذا الكتاب القيم رغم اختصاره، وإني لأنصح كل من لديه الرغبة بأن يلج عالم الكتابة والتأليف باقتناء هذا الكتاب الرائع والاستفادة منه، وأنا أضمن له بأنه سيجد ضالته فيه، وسيراه خير معين له على تأليف كتابه الأول، ليتبعه بالثاني والثالث…وبالله النجاح والتوفيق.
@مقترحات:
أولا-ص40 (معايير اختيار الكتاب) أقترح إضافة عنصر (توافر مصادر الكتاب) بمعنى أن يحرص الكاتب على الكتابة في بحث تكون مصادره متوفرة لديه، ليمكنه من البحث فيه، لأنه لن يستطيع الكتابة فيه (حتى ولو كان متمكنا منه، وشغوفا به) ما لم تذلل أمامه جميع الموانع التي منها توفر المصادر.
أنا اختصرته في (توفر المصادر) وإلا فعنوانه أوسع، وهو (عدم وجود المانع من البحث فيه) لتدخل المحظورات السياسية مثلا، أو عدم وجود المصادر كما أشرت، أو غير ذلك من الموانع.
ثانيا-ص62 (معايير العنوان) أقترح إضافة معيارين أعتقد أنهما مهمان وهما:
1- أن ينطبق العنوان على المعنون.
2- أن يكون مرنا وقابلا للتعديل والتغيير.
ثالثا-ص64 (ما تشتمل عليه المقدمة) أقترح تغيير (أهليتك للكتابة حوله) إلى (بيان منهجك في الكتابة) لأنه من المهم جدا أن يوضح الكاتب منهجه في كتابه، والمحل الصحيح لذلك هو المقدمة.
هناك أمور مهمة في التأليف كنت أتمنى لو أنك تطرقت إليها، مثل التوثيق، ونظام الفهرسة، والتخريج، والتفريق بين المتن والهامش وعلامات الترقيم…فهي عناصر لا يصح التغافل عنها في كتاب يتكلم عن التأليف، وكما استطعت أن تختصر الكثير من النقاط في كتابك، وتعرضها بطريقتك الجذابة، كذلك أظنك تستطيع إضافة هذه المواضيع ليكتمل بها الكتاب، وبالطريقة نفسها، ولا أظن أنها ستضاعف حجم الكتاب كثيرا (إن كنت تخشى من كبر الحجم) فيمكن عرضها في بضع صفحات قد لا تزيد حتى الخمس.
هذه الملحوظات والمقترحات كتبتها قبل المكالمة معك، كما أنها مكتوبة على السريع، حيث كنت أقرأ وأسجل ملحوظاتي في وقت واحد، وبما أنها سريعة جدا فقد تكون أو بعضها غير دقيق، وأنا مشتبه فيه.
أكرر شكري وتقديري.